الخميس، 16 يونيو 2016

بك لا بغيرك للشاعر الكبير خلف الحديثي

بك لا بغيرك
بك لا بغيرك صرخةٌ ستموتُ
وتهزّ روحك عبرة وسكوتُ
ودمي انطفاءُ الجمر مرهون بما
سيريقُه بعد الصلاة قنوتُ
أنا موسم الوجع المريرِ ومقلتي
ملّتْ وإنّي للغيابِ دُعيتُ
ويدي يؤرجحُها الضباب بساحلي
يصحو على صلواتهنَّ خفوتُ
لون الأصيل يغيب فيَّ وخاطري
سفنٌ من الغيم العتيق تفوتُ
قلبي مسافة غربة وأصابعي
شطحت وإنّي من هواي نفيتُ
فتقودُني لخُطى التمرّد خطوتي
ويقودُني للكشف عنك ثبوتُ
فهواي حشدٌ فيه تمشي أضلعي
لمتاهِها وسنى النجومِ يبيتُ
وحدي أذوقُ الموت حين أزورُه
وبموجهِ يتوضَّأ الجبروتُ
سأديرُ صمتَ الروح في شطحاتها
ودمي وجودٌ للوجودِ وصيتُ
قمحي بروحي فيه يزرعني الندى
ويرشّني بضفافه الكبريتُ
ومشاتلُ الحسراتِ بوح قصائدي
يرتاعُ من إيمائِها الزميتُ
فيّ اختلافٌ واختلافي لعنةٌ
سيضيعُ عند مسارِها التصويتُ
يا وجهَ حزني يا رثاءَ قبائلٍ
للشعر غادرَ وقتها التوقيتُ
متعلّق فيها نهارُ مآتمي
ويد الصحارى برجُها مكبوتُ
وفمي يتمتمُ بالكلام وأحرفي
ليقيتني عند المجاعة قوتُ
أمّي وسوسنتي وقبّرتي التي
لو لم تكن ما كنتُ حيث رميتُ
وطني الذي مارست طقسَ غيابه
عنّي وشبّاكي له مبتوتُ
عانيتُ أقسى غربة نهلتْ دمي
وبها احتضرْتُ وفي لظاي نسيتُ
بغداد يا وجع الأصالة هزّني
وجدٌ وحزني الطفل ليس يموتُ
فأنا هنا المنفيُّ في مدن النوى
ترفو عظامي والزمان نُعوتُ
وتلفّ ثوبي الذكريات بشجوه
ويموتُ صوتٌ في مداي خفوتُ
صوتي يناغي نومه بدموعه
وهوى الترقب مسّه التفتيتُ
وطني مرارات شهدت فناءها
وشهدت دفن الروح وهي سكوتُ
وحدي تبعثرني قوافل لوعتي
وسلال قمحي وجهها مكبوتُ
أنا من خراب جئت يسكنني النوى
ويشدّني في حربه الطاغوتُ
وطني الموزّعُ موته بخيامنا
يمشي إلى توديعِه التابوتُ
ولقد أموتُ ولن أموتَ وعالمي
منفى جراحي والحنينُ يُقيتُ
بيدي يقلّبني فراغ نهايتي
فعرفت أني في مداي نُهيتُ
وعقاربُ الأحزانِ تلبسُ جبّتي
ليلصني من جيبها التشتيتُ
أنا من عراقِ الحزنِ جئتُ وأنتِ لي
لغةُ الجنون بها استفاقَ التّوتُ
في صدرها قلقٌ يئنُّ معذّباً
فوقَ السكوتِ به يُسافرُ حُوتُ
أجتازُ درب الصبر نحوك مرهقاً
هلّا ستعزفني لديكِ بيوتُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق