قدّر الدهر علينا فافترقنا
وطوى البينُ ببعضي فوق بعضي
وسرت بي رعشة الوجد كنارٍ
أرّقت نومي وأدمت فيّ غمضي
وأحال الصبْو أنفاسي حريقاً
ودموعي كالمواضي فيّ تمضي
قد مضى دهر وهذا البعد باق
فمتى يا بُعدُ - يوماً - سوف تمضي
أسرف الشوق بقتلي في برود
و ثوىٰ في خافقي بالحزن يفضي
وانجلى عن عينيَ المسجاة حزناً
نورها حتى تشردت بأرضي
من تباريح الجوىٰ ضيعت وجهي
وارعوى نومي كما قد جف روضي
وتهاوت بي بروج من جنان
نحو نار اصطلي كالعود غض
و هوىٰ من برجه العاجي تاجي
واصطفاني الليل لا يرضىٰ و يرضي
لكأن الصبح غاف ليس يصحو
في رؤى قلبي التي تهفو كفيض
ليت شعري أين هذا الصبح مني
أين من عيني ضياء كان نبضي
(عبد الرحمن حاج مصطفى أبو زين الدين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق