الاثنين، 10 فبراير 2020

(سعيدة باش طبجي*تونس) أيّامَ كُنتُ......!!

★ سعيدة باش طبجي ★

            أيّامَ كُنتُ......!!

دَهري أنا ما كانَ قبْلًا مُنصِفا
أيّامَ كان القلبُ صَبًّا مُدْنَفا

أيّامَ كان العِشقُ يُزهِرُ في شِغافي 
وَردَ سَعدٍ  في خُدودي قد هَفا

أيّامَ كانت ِلمّتي سَوداءَ و ال
قلبُ النَّميرُ كمثلِ ثلجٍ قد صَفا

أيّامَ كانَ العُمرُ شهدا سائلا
و النّبضُ ريّانا و حِسّا مُرهَفا

أياّم كُنّا نحتَسي اللّذّاتِ منْ
دَنّ الهوى شهدًا و خمرًا قَرْقَفا

أياّمَ كان الحرفُ نسْجًا من حَريرٍ
في القصيدةِ مِخمَليًّا مُتْرَفا

أيّامَ كانت نبضَتي مثلَ الثُّريَّا 
عُلُِّقتْ في سَقف شِعري أحْرُفا

                     ^^^^^^^^
مرَّ الشبابُ كما عَبير عابِر
غاضَ الشّذا و النّورُ في الأُفقِ اخْتفي

لمْ أغتنِمْ فيضَ الشّبابِ و فوْرةَ
العُمْر المُكلَّلِ  بالأماني و الصّفا

ظَلمَ الزَمانُ مواهبي و خَبا لهيبُ
 الحُبِّ والأحلامِ والنَّبضُ انتَفى

هَذي أنا مَسلوبةُ النّبضاتِ أضحِي
في هَجير الهَجرِ ،في جُرْف الجفا

في لُجّةِ الأشجانِ ولْهَى، في صَقيع
 الوِحدةِ الصَمّاءِ جُرحًا نازفا

أتوسّدُ الحُزنَ الشَفيفَ و أحْتسي
الحِرمانَ مِن ماضٍ جميلٍ قدْ عَفی

و القهرُ يَسري في شُرُوخ مشاعري
يُهدي لِحَرْفي ليلَ عَجْز مُتْلِفا

يَجتاحُني في شقوتي بقَساوةٍ
و شَراسةٍ و يَقولُ لي:هيا،كَفَى!

                ^^^^^^^^^^^

كَم أشتَهي أن أُرْجِعَ العُمْرَ الجميلَ
و أرْتَمِي في حِضن أشواقِ الوفا

بشِغاف طفلٍ يافِعٍ يلهُو برغْمِ
الرّيحِ و الانواءِ ضبيًا أهْيفا

و بنبْضِ صَبٍّ عَاشقٍ فوقَ المواجِعِ
قد تعالَى و استطالَ و رَفرَفا

لَن يَرجِعَ الزَّمنُ الجَميلُ و إنّما
بالحَرْفِ أُرْجِعُ عِطْرَ أيّامِ الصَّفا

مِن عُمْقِ أوجاعِي أرَى في خَافِقي
أملًا على مَوْج المواجِعِ قدْ طفا :

سَأكونُ في مَرْج القوافِي غَيمةً
تهْمَي شذًا و نسيمَ حُبٍّ هفْهفا

أيقُونَةً للحُبِّ و الشّعرِ الأصيلِ
نَبيَّ حُبٍّ بالسَّلامِ قد اِحْتفَى .

        (سعيدة باش طبجي*تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق