الدهرُ يومٌ
مالي أراكَ وقد ثُنيتَ نحولا
ولهيبُ نارِ الشيبِ دقَّ طبولا
هذا زمانُ الصَّابرينَ فلذْ بما
تُسدي مَرارَتُهُ إليكَ جَميلا
واسلكْ إذا غدرَ الجميعُ هداكَ مَنْ
سَمَكَ السَّماءَ إلى الوفاءِ سبيلا
فالدهرُ يومٌ يُسْتَظَلُّ بذكرِهِ
ما استكثرَ الساهونَ كانَ قليلا
فلقدْ رأيتُ كما رأيتَ وكُلُّنا
يغدو إذا فاتَ الأوانُ دليلا
لا تُعْجِبَنَّكَ مَنْعَةً قد كُنتها
فغداً ستُمسي خالياً وعليلا
في الأربعينَ وللدُنا وزوالِها
تحبو وتلهثُ صاغراً وذليلا
فإلى متى يا صاحبي في غفلةٍ
ترعى ذنوبَكَ بُكْرةً وأصيلا
وإلى متى وإلى متى يا سيدا
تغدو بسيفِ الكاذباتِ قتيلا
إنْ سلَّ كل الحاقدينَ سيوفَهم
فابعثْ حروفكَ بالسلامِ رسولا
كنْ (حاتماً ) في الصالحاتِ وفي الوفا
وإلى المذمةِ إنْ دُعيتَ بخيلا
واجعلْ من الوعرِ الذي أُودِعْتَهُ
بجمالِ حرفِكَ للرفيقِ سهولا
فلربما تحلو مرارةَ عيشها
ويصيرُ مَنْ شلَّ الشقاقَ خليلا
ولربما يدري الزمانُ بحالنا
فيحيكُ من صوتِ الغرابِ هديلا
سبحان من جعلَ الزمانَ تبايناً
لمَّا قضاها أشهراً وفصولا
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق