همسة
فما بالُ أصحابي وإنْ مَرَّ واحِدٌ
يَمرُّ بحَرفي لا يُشيرُ ويَهمِسُ
يمرّونَ بالمنشورِ عندي كأنّهُ
مُصابُ زُكامٍ بل كأنّيَ أعطِسُ
وإنّي وإنْ خِفتُ الذي مَرَّ قارئًا
حروفَ فؤادي وهْو مُعدٍ فيَمسُسُ
فإنّيَ لا أخشى الزُّؤامَ وإنّما
أخافُ عليلَ الفكرِ بالقلبِ يَغمِسُ
يُكَدِّرُ من قلبي الصّفاءَ بفكرِهِ
وقد يَنزِلُ الرِّجسُ الفؤادَ فيَنجُسُ
ولولا غذاءُ الرّوحِ في كلِّ ركعةٍ
وختمةُ قرآنٍ مع الذكرِ تحرسُ
وتطهيرُ قلبٍ من سوى اللهِ لانتهى
سواءُ سبيلي بل رسوخيَ يَخنسُ
ولولا صِحابٌ من قلوبٍ وبَسمةٍ
يمرّونَ بالمنشورِ لَلنَّشرُ يُحبَسُ
ولكنّهم كالغيثِ في كلِّ غُدوةٍ
تلوحُ بأرضِ الحرفِ بالبِشرِ يَغرِسُ
وباقيَ أصحابي وإنْ زادَ عَدُّهم
وجوهُ رياءٍ لا تَهِشُّ فتَنبِسُ
مصطفى كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق