مدائنُ الرّعب
غاب الدليلُ وفي طيّاتهِ الصّحُفُ
احترتُ في الأمرِ من للجرمِ يقترِفُ
من أيّ فجّ تدلّى من مغالقِهِ
بالدّاءِ يبني لهُ صرحٌ ومُعتَكَفُ
كأنّهُ حاكمٌ للأرضِ يسجنها
في قبضةٍ دونه الأرجاء ترتجفُ
كالرّيح يأتي ولا لمحٌ لرؤيتهِ
كم غُلّقت دونه الأبوابُ والسّجُفُ
مدائِنُ الرُّعبِ كم هُزّتْ مضاجعُها
وفي العيونِ خواءٌ حاطهُ الكلفُ
وما استطاعت كفوف الناس تدفعه
من حول أنفاسها بالأفقِ يلتحفُ
حباله مُدّدت في كل واجهةٍ
مافرّ من شؤمهِ سهلٌ ولا شعفُ
بالرّعبِ تسعى لأميالٍ مواكبُهُ
والناس بالضّعفِ والإذلالِ تعترفُ
مابين شرقٍ وغربٍ وحشةٌ ومدى
في المحبسينِ جنودٌ بالردى تقفُ
الأرضُ في غربةٍ صُكّتْ مخارجُها
كُلٌّ على همّهِ ينأى به الأسفُ
النّاسُ في وحشةٍ والأرض حاط بها
صمتٌ من الخوفِ بالإيمانِ ينصرفُ
لله لله ما في الكونِ من قدرٍ
بالذكر والتوبِ أمرُ الدّاءِ ينكشِفُ
عبدالصمد احمد زنوم
السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق