الكاتب القاص
بركات الساير
العنزي
العرس..من مجموعتي..
الحلم.ط.دار نوفا بلاس.الكويت
.. كنت طفلة كبقية الأطفال أعيش حياة سعيدة مملوءة بالبراءة ، في كنف أسرة كريمة ، أم حنون وأب شفوق ، أشعر بالراحة والسرور ..عندما بدأت أكبر شعرت باهتمام والدتي بالبنات حيث تحرص على أناقتنا وجمال مظهرنا .
... في مرة زارتنا قريبة لأمي ،_ كنت في الثانية عشر من عمري تقريبا _ لا حظت فرحي ومروري من أمامها عدة مرات ، فشعرت بنظراتها الخبيثة الحاسدة ، سمعتها تقول لأمي : من أين جئت بهذه البنت يا أسماء ؟ أي صورة نظرت في حملك ؟ (اكفهر وجه أمي ) ثم قالت : لا تشبهك ولا تشبه أخواتها الجميلات ، أكيد جاءت على عماتها .غضبت أمي وقالت الحمد لله على حسن الخلقة.
ردت المرأة :أي خلقة يا خديجة ؟غضبت أمي ودار حديث غاضب بينهما وراحت المرأة تعتذر ونهضت مغادرة بيتنا .
لقد تركت تلك المرأة جرحا عميقا في نفسي لم يندمل إلا بعد سنوات كثيرة من عمري ، أحسست بكياني ينقلب وتغيرت أحوالي ، أدركت يومها أني غير جميلة ، وأن الثياب الجميلة لا تغير من حالي ، صرت أشعر أن الجميع ينفر مني وهذا التصور من خيالي ، انطويت على نفسي في البيت ، ماتت البسمة التي كانت تملأ وجهي ، وحل مكانها عبوس في الوجه ، وسكوت عن الكلام ، لم يعد صدري يتسع لشيء أثور لأقل سبب ، لا حظ أهلي تغير أحوالي ، حاولت أمي أن تغير من سلوكي بحنانها ودفء قلبها ، ولكني لم أتغير وهذا ما بدأت أفسره بعد أن كبرت في العمر.
انعزلت عن الناس ، فلا أحب المخالطة أو الزيارة ، تريد أمي مني الذهاب معها ، ولكن أرفض وبإصرار ، مكسوفة من شكلي كما أتصور ، وكما سمعت من المرأة اللعينة ، وصرت عقدة البيت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق