أنا ما ظننتُ...
أَنَا ما ظَنَنْتُ اليومَ تَنوِي على الخَطْبِ
تُدِرُّ الأسى تحشوه كالملح في النَّدْبِ
وَأَدْتَ المُنَى في خاطري بِتَّ خيبتي
وقد كنتُ أرجوكَ الهوى يرتوي قلبي
قَضَيْتَ الليالي في ربيعٍ بأضلعي
مِنَ البينِ قد أضحى خريفا بلا عشب
فإن كان لي في الصبر سلوى عن اللظى
فإني صبور أكتوي في حِمَى جُبِّي
وحظي من البلوى دموعٌ من الجوى
عَنِ الناس أخفيها هطولاً من السَّكب
فكم أبْدَتِ الأيام أصداءَ معدنٍ
أُدَارِيه خوفاً مِنْ عيونٍ على البعناني
فرفقاً بقلبٍ قد تداعى من الأسى
من الحزن كم اَوَاكَ في ساعة الجَدْبِ
فما هكذا نجزي قلوباً على الوفا
كشاةٍ تعيش النَّزْعَ في حضرةِ الذئبِ
فلِلسّلم جئتُ اليومَ أدعوك رأفةً
وحسبي هطولٌ لاتفي عُدَّةَ الحربِ
فَخُذْ ذكرياتِ الوجدِ من تحتِ مَسْندي
فما عُدْتَ قَيْساً في فؤادِي ولا دربي
سَأبقَى كَمِثْلِ الطِّيبِ في كل روضةٍ
أُصَفِّي رحيقي من مَرارٍ إلى عذب
وَأشدو بِنَاياتِي بعيداً على المدى
فَنَيسانُ يُغْنِينِي عَنِ الصَّمْتِ بِالقُربِ
وإني لَرَاضٍ أن أداويَّ وحدتي
من الوهم أحميها على الصدر والرحب
خديجة البعناني
المغرب
23/06/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق