●《 قدْ كانَ لي وطنٌ 》●
○《1》○
کَفُّ العَطاءِ تَضُخُّني أمْطارَا
و لَمَی الصَّفاءِ یُسِیلُني أنْهارَا
و الشِّعرُ یهْمِي مِنْ شرایِیني شَذًا
فیُحِیلُني مِنْ عطْرهِ أزْهارَا
والحُلمُ یرْمِي بي عَلَی عَرشِ الدُّجَى
فأصِیرُ بَدرًا .. أنْجُمًا و مَدَارَا
و المَدُّ يُلقِيني على شَطّ الهَوَی
يُهدِي لِحضنِي لُٶلُٶًا و مَحَارَا
و الجَزْرُ يَحمِلُني إلی جُزُرِ الرُّٶی
فأتيهُ فوْق عُبابِهِ بَحَّارَا
و إذَا صَقیعُ اللّیْلِ لفَّ أنامِلي
عِشْقي سَیَغْدُو للصّقيعِ صِدَارَا
والشّوْقُ یَسْري نَشْوةً و صَبَابَةً
فیُحِیلُ بَرْدِي جَذْوةً و دِثارَا
وإذا ذَهَبْتُ لألْتَقي بالبَدْرِ في
غَسَقِ الدُّجّی صَار الغُدَافُ مَنَارَا
و إذا التَقیْتُ علَی وِسَادي بالسُّهَا
کَشَفتْ لِسُهْدي في الهَوَی الأسْرَارَا
وإذَا مَدَدْتُ یدِي إلی شَمْسِ الضُّحَی
فِي عَرْشها صَارَتْ یَدِي أنْوارَا
هَذي أنَا فِي ثروَتي.. فِي جَذْوَتي
یکْسُو دَمِي عِشْقُ الجَمالِ بَهارَا
في مَنجَمٍ مِن نَشوةٍ مَفْتُونةٍ
نَبعًا تفَجَّرَ بالرُّٶَی فَوَّارَا
●《 2 》●
لَکِنّ لِي وَطنًا تَقَاسَمَ ثَرْوَتي
أزْرَی بنُورِي و اسْتَعَاضَهُ نَارَا
وَطَنًا بلا وَطَنٍ تهَاوَی مِنْ ذُرًی
کانتْ لنا زَمَنَ الکَرامةِ دَارَا
وَطنًا تَلَحَّفَ باللّهیبِ ماؔزرًا
وکَسَا ضُلُوعي مِنْ لَظاهُ إزَارَا
فِي دَولَةِ الرُّعبِ الذِي أضْحَى لَنَا
مَهْدًا..و قُوتًا... موْطنًا...و مَزَارَا
یا عَارَنَا و الدَّاءُ یَنْهَشُ لَحمَنا
یَقْتَاتُ مِنْ أرحَامِنا... یَا عَارَا
یا ذُلَّنَا و الکَونُ یَرصُدُ عَجْزَنَا
يَا للْهَوَانِ و قَدْ هَمَى هَدَّارَا
يا للسَّقَامِ قَد اسْتَبَاحَ وُرُودَنَا
یا للجَرَادِ قَد اسْتَبَاحَ دِیَارَا
مَاتَ الضَمِيرُ و فَوْق إسْفَلتِ
الحِمَامِ هَوَتْ أزاهِيرُ الحَياةِ غُبارَا
و مَناجِلُ العَدَمِ الغَضوبِ تَجُزُّنا
تَفْرِي القُلوبَ و تَحصِدُ الأعمارَا
سَيُخَلِّدُ التَّاريخُ أنَّ بِحَقْلنَا
لِصًّا عَلَى ثَمَرِ السَّنابِلِ جَارَا
سَتُحَدِّثُ الأموَاجُ أنّ ببَحرِنا
قُرصَانَ جَوْرٍ قدْ طغَى جَبَّارَا
أرْسَى على شَطّ الهَوَی مُتَنمِّرا
فإذَا الرِّمَالُ تَحوّلَتْ أحْجَارَا
و إذَا المَرَافئُ أصبَحَتْ أوكَارَ
خُفّاشٍ رَمَانَا بالجُذَامِ وَطَارا .....(يتبع)
《سعيدة باش طبجي ☆ تونس》
الأربعاء، 14 يوليو 2021
●《 قدْ كانَ لي وطنٌ 》●بقلم الشاعرة... سعيده باش طبجي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق