مَنْ عَلَّمَ الزَّهرةَ الحمْراءَ... بقلم الشاعر . د. لؤي عبد الامير شرع الاسلام

 مَنْ  عَلَّمَ  الزَّهرةَ  الحمْراءَ  أنَّ  لها

ثَغْراً  أريجاً  وفيهِ أطيَبُ  العَبَقِ

أو   عَلَّمَ  النَّحلةَ  المِعْطاءَ  أنَّ   بها

شَهْداً  لَذيذاً  حَوَتْ مِنْ   وَرْدَةِ  الفَلَقِ

مَنْ    عَلَّمَ   البُلْبُلَ   الغِرِّيدَ  أنَّ    لَهُ 

لَحْناً  جَميلاً  حَلا في  صَوْتِهِ  الطَّلِقِ

أو  عَلَّمَ   النَّمْلَةَ   الهَيْفاءَ   دَيْدَنَها

تَجُرُّ   مأكَلَها   مِنْ   أصْعَبِ  الطُّرُقِ

مَنْ  عَلَّمَ الجاهِلَ  الحَيرانَ  مَعْرِفَةً

كيفَ   الكتابَةَ   بالأقلامِ   والوَرَقِ

أو  عَلَّمَ النَّجمةَ البَلجاءَ  وَهْجَتَها

كأنها  بَسمَةٌ  في  أوَّلِ   الغَسَقِ

مَنْ  عَلَّمَ  السِرْبَ  في الأطيارِ  رَوْنَقَهُ

إِذْ حَلَّقَتْ في السَّما في أجمَلِ النَّسَقِ

أو عَلَّمَ  البَحرَ  ذَا  الأطوادِ  سَطوَتَهُ

في غَضْبةِ المَوجِ طالَ البَحرُ بالغَرَقِ

أو  عَلَّمَ  الغَيمةَ  السَّوداءَ   زَخَّتَها

جادَتْ  بها  وابلاً  في  فَدْفَدٍ  أرِقِ

مَنْ عَلَّمَ الغادَةَ الفَرعاءَ سُلطَتَها

تَغَنَّجَتْ  صَولَةً  في دُلِّها  الذَّلِقِ

إِذْ  أجهَدَ الغُلَّبَ الشُّجعانَ غيدُهُمُ

تَوَسَّلوا   مَلَقاً  وَهْناً  وبالرَّهَقِ

د. لؤي عبد الامير شرع الاسلام