الثلاثاء، 6 يوليو 2021

شعر: رضا الحمامصي متى ترحل ؟


 شعر: رضا الحمامصي

متى ترحل ؟ من شعر التفعيلة

(أيها الطاغية حيثما كنت إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)

(1)

مَتى تَرحَلْ

لكى تتصالحَ الدُنيا

وَيبدو وجْهُها أجْمَلْ

تدورُ الأرضُ دَوْرتَها

وتلبسُ ثوبَها الأخضرْ

ولا تَخشى طُيورُ الحبِ أنْ تُقصفْ

لكى تَلد النساءُ ولا تخافُ براعماً تُقطفْ

وتزدَهِرُ الطفولةُ في حقولِ الخِصبِ

يغشى الكونَ ـ شطآناً , وأنهاراً ـ ظِلالُ أمَانْ

(2)

أطالِعُ في مَآسي الكونِ ألمحُ مِحنةَ الانسانْ

وكيفَ يسخِّرُ الانسانُ قَسوتَهُ

ليسحقَ ـ ظالماً ـ انسانْ 

هُنا وهُناكَ مِحرقةٌ

وأجسادٌ مُمزَّقةٌ 

وأطفالٌ مُشردةٌ

ونبضُ أجِنَّةٍ صارتْ بِلا أرحَامْ

وفي خلفية الأحداثِ ألمحُ وجْهَكَ الشيطانْ

(3)

 فليتكَ باخعٌ نَفْسَكْ

عَلى آثارِ مَنْ كانوا

وتُدركُ كمْ أرَقتَ دمَاً

ويصْحُو فيكَ انسانُ


(4)

مَتى ترحلْ؟

فكمْ مِن ظَالمٍ وَلَّى

أتاهُ الحقُ فَاستكبرْ

تَذكرْ مَيتةَ الفرعونَ .. والنازيَ .. والقيصرْ

ففوقَ الكلِ ربٌ قادرٌ أكبرْ

ومَهما طَالَ ليلُ الظلمِ 

دوماً عمرهُ أقصرْ

(5)

سَترحلُ في غَدٍ مَهما زمَانُكَ طَالْ

ويذهبُ عنكَ مَن راءاكَ , مَن والاكَ فِي الطُغْيانْ

ويُمحى ليلُكَ الدَامي

ويطويكَ الردي , ويلفُّكَ النِسيانْ

وإنْ طافتْ بِنا الذِكرَى

تعوَّذنَا مِن الشَيطَانْ 

***

رضا الحمامصي-مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق