أشكوكِ إلى الأشواق
بقلم الشاعر الكبيرعبد الله ضراب الجزائري
***
الصَّمتُ يقتلُ يا بُنيَّةَ يَعرُبِ ... والبَوحُ يُحْيِ العاشقينَ فَجَرِّبي
وأنا وجدتُكِ كالصُّخورِ قساوةً ... تتعمَّدين تجاهلي وتجنُّبِي
كم صُغْتُ من شعرٍ رقيقٍ دافئٍ ... أوَ ما شعرتِ بِصَبْوتي وتَحَبُّبِي
أُهديكِ حرَّ مشاعري متودِّداً ... فتعاملينَ صراحتي كالمذنِبِ
بعضُ الهوى مثل الجحيم شقاوة ً... إنِّي أعاني من هواكِ المُرعِبِ
فكأنَّ وجهكِ والعُبُوسُ يَلُفُّهُ ... جِنٌّ تفلَّتَ في صلاةِ المغربِ
رِفقاً بقلبٍ لا يحيدُ عن الهدى ... يسعى إلى نَبْعٍ نَقيِّ المَشْرَبِ
لمَّا رأى تلك النُّفوسَ بَريئةً ... أهوى إليها بالفؤاد المُعْجبِ
لا لستُ ألهو عابثاً مُتسلِّطاً ... كي تشعري بالإنقباض وتغضبي
إنِّي عشقتُ وصدقُ عِشقي ظاهرٌ ... في دمْعِ شعري الهاطلِ المُتصبِّبِ
أشكوك للأشواقِ يا شمس الضُّحَى ... أشكو أناكِ الجائرِ المُتقلِّبِ
انِّي امامك كالقتيل ممدَّد ... عِشقا لحسنك فاستبدِّي واسْحبي
ألهبتِ قلبي بالصدود فقد طغى ... ذاك التّنائي والتّجافي المُلهبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق