* دموعٌ على كُمِّ الفقد*
بقلبِ الليلِ أجريتُ النحيبا
فلم يُبقِ الجوى إلا كثيبا
وقعتُ على الحروفِ أداوي جرحًا
لعلَّي لاقيًا فيها الطبيبا
فتُصرَعُ تارةً في الشعرِ جمعًا
كما بَتلت بمنعتِها أديبا
على تلِّ الأماني و التمنّي
غرستُ براعمي وكذا النصيبا
فهل بعدَ التعاهدِ من سقاءٍ
بدت تذوي لكي فيها تخيبا
بجمرٍ في الفؤادِ لظاهُ صفرٌ
فيسكبُ جمرَهُ كيما يذيبا
ستجعلُ شمسُنا الغيماتِ شالًا
وتحرقُ قلبَ من عرفَ اللهيبا
شمالي أصبحت تُلقي التحايا
سلامُ من صبا يبغي الجنوبا
مشيتُ وواديًا والخلُّ وادٍ
فتيَّهَ حينَ تيَّهتُ الدروبا
أشاهدُ في طريقِ العمرِ نجمًا
يُحيكُ بحزنِهِ كمدًا غروبا
لنا في السائرين هناكَ أهلٌ
مضوا عنّا انصرامًا أو غيوبا
هَرِبنا في الزمانِ فصارَ شيبًا
فما قرَّ الصبا إلا هروبا
يقولونَ الوقارَ إذا كبرنا
فأيُّ وقارةٍ تُعطي العيوبا
تركنا الغيدَ في سربٍ تولّى
فما نبغي الحسانَ ولا الكعوبا
ولدنا في خضمِّ النارِ قسرًا
فأُطعِمنا المهالكَ والحروبا
أُنقِّبُ في مخيَّلتي لعلّي
أرى الغالي على قلبي قريبا
فأُجلسُهُ بعرشِ القلبِ شوقًا
وأجعلُهُ بجُمعاتي خطيبا
فمذ فارقتَني انهارت قلاعي
وزادَ البومُ في هدمي نعيبا
وسارَ الهمُّ يلتهمُ البقايا
من الهرمِ الذي هزمَ الأريبا
إذا فقدَ الأُخيُّ أخًا وصنوًا
سيسقيه المنونُ أذًى رهيبا
فلا يُجدي الأنيسُ بألفِ همٍّ
فتقعدُ بين قعقعةٍ غريبا
سيمشي خلسةً فحوى أنينٍ
كما دبَّ الأذى بدمٍ دبيبا
فقدنا العالياتِ فلم نصنها
فلم نجنِ ثمارًا أو رطيبا
ومن يزرع من الإحسانِ غصنًا
جنى رغدًا وإنعامًا وطيبا
هنالكَ في رحابِ اللهِ نمضي
فلا ولدًا يغادرُ أو مَشيبا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأحد/ ١٢/ ٩/ ٢٠٢١
******
المعاني
١: بتلت: بتل: انقطع
٢: هَرِبنا: هَرِبَ : هرِم
٣:صُفر: النحاس الأصفر
٤: قعقعة: حركة بصوت
الاثنين، 13 سبتمبر 2021
* دموعٌ على كُمِّ الفقد*بقلم الشاعر... سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق