……أيا لائمي...
أرى كُلَّ يومٍ بِلاداً تُهَدَّم
بلاداً تُباعُ و أخرى تُقَسَّمْ
و شعباً يُبادُ و شعباً يُهانُ
و شعباً يعيشُ النُّزوحَ المُحتَّمْ
أرى كلَّ يومٍ دِماءاً تسيلُ
و أشلاءَ فوقَ الرُّكامِ تُكَوَّمْ
عجبتُ لمنْ جاءَني لائماً
يقولُ لمَ الحزنُ هذا تَبَسَّمْ
إلى كمْ تباتُ و تغدو على
سفودٍ مِنَ القهرِ تُشْوى و تُضْرمْ !!
أخافُ عليكَ اعتلالَ الفؤادِ
و قَرحَ الجفونِ و عُمراً يُقَلّمْ
دعِ الشعرَ يلهيكَ عما ترى
فَكمْ شاعرٍ لا يُبالي و يَهْتَمْ
و كمْ من حروفٍ تمرُّ على
مآسٍ جِسامٍ كَما مرَّ أبكمْ
فقلتُ و قدْ ضِقتُ : يا لائمي
و ما الشِّعرُ إلاَّ شُعورٌ مُرَنَّمْ
لَقدْ جئتُ و الشِّعرَ مِنْ عالَمٍ
فسيحٍ إلى عالَمٍ يَتَقزَّمْ
دَعِ اللومَ ..إنْ كُنتَ تحيا على
فُتاتِ العُروشِ فلا تتكلَّمْ
لِأنِّي و هذي القوافي الَّتي
تَلومُ و حُزْنُ العروبةِ توأمْ
سأبقى لسانَ الشُّعوبِ ، فَلنْ
أحابي غشوماً و لنْ أتَكتّمْ
تَلَفَّتْ حواليكَ ..أينَ الهناءُ؟
و أينَ السُّرورُ ؟..أخالُكَ تَحْلَمْ
بلادُ العروبةِ إنْ هُنِّئتْ
بِعُرْسٍ تُعَزَّى بمليونِ مأتَّمْ!!!
# عبد الحكيم المرادي
الاثنين، 15 نوفمبر 2021
……أيا لائمي... بقلم الشاعر... عبد الحكيم المرادي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق