{ إني ذكرتكِ بالزهراءِ مُشتاقا }
لابن زيدون
************
مَرُّ الزمانِ يراني اليوم مُشتاقا ... فهل أراها ولو بالظنِّ إشفاقا
ما مِن مكانٍ وذكرى مِنكِ تحضُرُني ... فيَجفلُ القلبُ بالأحلامِ خفَّاقا
حين التقينا وما مِن صُدفةٍ سَمَحَت ... لمَّا نسختِ مع الأقدارِ ميثاقا
ببسمَةٍ لم تكن إلا لتُسعِدَني ... من وَجهِ حُسْنٍ فزاد الحُسْنُ إشراقا
كأنهُ مِن قبيلِ البدرِ موطنهُ ... في ليْلِ عُرْسٍ يُحيلُ الإنسَ عُشَّاقا
حين ابتدأتِ حديثاً دونما خجلٍ ... وبُحتِ ما كان عفواً منكِ إخفاقا
وكنتُ في مَسْمَعٍ يقتاتُ من شغفٍ ... لكلِّ حرفٍ غوَى مِن ثغرها ذاقا
عينايَ في عينها تشكو صبابتها ... وكنتُ مِن شجوها للوَصلِ سبَّاقا
وما شعرتُ بفرقِ العُمْرِ يمنعُني ... وما ظننتُ من الأيامِ إملاقا
وكم عهدتُ بلوْمٍ بات يرقبُني ... وكم خلوتُ برَوْضِ العِشقِ سرَّاقا
هل تذكرينَ حديث الأمسِ عن لهفٍ ... أم ذا زمانٌ بلفظِ الحُبِّ قد ضاقا
قالوا قديماً وما أسبابُ فُرْقتِنا ... دون اكتراثٍ وكم للسَّمْعِ ما لاقا
حتى تبدَّدَ ما في النفسِ من أمَلٍ ... وضاقَ ذرْعي وليت الذرْعَ ما طاقا
هربتُ من عالمٍ أخشى غوائلهُ ... وخُضتُ في غُربَةٍ , ما عُدتُ رَقرَاقا
والآن أذكرها كالطيفِ في وَسَنِي ... حنينُها مانعٌ نسياً وإطراقا
وأنتِ هل تذكري أم صِرْتِ في كنفٍ ... يحولُ من خاطرٍ لو هَمَّ إغراقا
إني عذيرُكِ , ما ألحَحْتُ في طلبي ... ما خِلتُ يوماً لذاكَ الحُبِّ إخلاقا
طوبى ليومٍ مضى من عهدِ موثِقِنا ... ملأتُ في وَصفِهِ بالسَّردِ أوراقا
*****************************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق