شجون
أُسائِلُ عنها الرائحاتِ الغَوَادِيا
وأسألُ أطرافَ الضُّحَى والدياجِيا
فماعادَنِي إلا رَجِيعٌ من الصَّدَى
كأني على الأجداثِ أُلقِي سُؤالِيا
رَكَزْتُ على صارِي الصبابةِ مُهْجَتِي
لعل حبيبَ الرُّوحِ يَشْهَدُ حالِيا
فيرحم خفاقا تأبطه الجوى
وشَجَّ صَقِيلُ الوَجدِ مِنهُ التَّراقِيا
سِياطٌ تَنائِيها ولَفْحٌ صُدودُها
وعَصْفٌ تَوَلِّيها ، ونبضُ الحَشا هِيا
تُداعِبُنِي الأشواقُ والليلُ ساهِدٌ
فأطْوِي عن العُذَّالِ سِرِّي ومابيا
لَعَمْرُكَ إنَّ الرَّاحَ في الكأسِ عُتِّقَتْ
فأين سَمِيرُ الليلِ يَسْقِي فُؤادِيا
رَمَتني وما الرَّامِي سِواها وعندما
شَكَوْتُ لِقاضِي الحُبِّ قالت: ومالِيا ؟!
تَماهَتْ مع الوجدانِ حتى تَوَحَّدا
فَناهَزْتُ مِنْ فَرْطِ الهُيامِ التَّلاشِيا
وإنِّي إذِ الأشواقُ تَخفِِقُ بالجَّوَى
لَراضٍ وإنْ أبْدَى الحبيبُ التَّجافِيا
فَلَْو كان للعشاقِ أمْرٌ على الهَوَى
لَصارَتْ قلوبُ العاشقين خَوَالِيا
كِتابٌ مِنَ الأوجاعِ تبْكِي سُطُورُهُ
فإنْ قِيلَ: مَنْ تَعْنِي ؟ أجَبتُ: كِتابيا
وأرعَى الدُّجَى وحدي ومالي بأرضه
غذاءٌ سِوَى دمع يَقُضُّ المآقيا
ولولا شجونٌ فيَّ يُزْكِين حُبَّها
لما خَلَّفَ الهجرانُ في القلب باقيا
فما أشْبَهَ الهِجرانَ بالليلِ في الفَلا
يَجِنُّ - فيَدْعُو لِلْعِواءِ - الضَّوارِيا
فَيا لَيْتَنِي ما كنتُ يوما بعاشقٍ
وما شَيَّبَ التحنانُ مِنِّي النَّواصِيا
أُرَقِّعُ ثَوْبَ الصَّبْرِ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
وهل يَنْفَعُ التَّرْقِيعُ ما صارَ بالِيا ؟!
وأحْتَلِبُ الأحلامَ عَلَّ ضُرُوعَها
تُبَلِّلُ أشجانِي وتُطْفِئ نارِيا
فما كُنْتُ إلا كالمُرَجِّي مِنَ اللَّظَى
شرابًا ومِنْ وَهْم السَّرابِ أمانِيا
وأسْألُ موجَ البحرِ والشَّطُّ شاهِدٌ
أَتَرْقُبُ في أفْقِ الوِصالِ تَدانِيا
فَتَلْقَفُ أصْداءَ الحديثِ مَسامِعِي
كأنِّي لِمِرْآتِي أبُثُّ كَلامِيا
وإنِّي وإنْ بانتْ سُعادُ وبارَحَتْ
لَسَوْفَ أظلُّ العُمْرَ أرْجُو التَّلاقِيا
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار
الأربعاء، 9 مارس 2022
شجون..معروف عمار
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق