جذور ُ الرُّوحهنا يَـقِـفُ الز َّمان ُ على رُبـانـا
َفترقى الرُّوح ُ في أسمى رُؤاها
هنا َتـتـوافد ُ الأحـقـاب ُ َنشوى
لـتـَعْصُرَ في دِنـانـي من جَـناها
هنـا َتنــزاح ُ أســدال ُ الـخفايــا
َيشـفُّ الكون ُ يَكشفُ ما وراها
فتندَفِقُ الظـِّلال ُ مـن َ الأعــالي
وَتنـْساب ُ الخـَواطِر ُ من ُذراها
جُذور ُ الرُّوح ِ مَنـبَـتـُها ضِيــاءٌ
يَشع ُّ منَ الألوهة ِ من سَـــنــاها
وما المَحسوسُ من جَسد ٍ وكون ٍ
سِوى حُجُب ٍ ُتـظـلِّـل ُ مُحْتــواها
سِوى صُوَر ِ الحَقائِق ِ في وُجود ٍ
يَصوغ ُ العَقل ُ مَنحى مبتغـاهــا
فتبْدو في رَغـام ِ الأرْض ِ ِظـلا ًّ
وتوهِمُنا َفنعثرُ فـــي ُخطـــاهـــا
ترينا من بَريق ِ الشَّـكل ِ سحْـرا ً
وفي المَضـْمون ِ َتنأى في مَداهـا
فكمْ ضلَّـت ْعُقول ٌ في دُجاهـا
وَتاهت ْ في سراديبٍ مُنـــاهـا
تألـَّـه َ عَقــلـنُـا فازداد َ جَــهـلا ً
وَأوغـَل َ في َتشـيؤُنه ِ َفتــــاهـــا
***
قـوام ُ الـكـون ِأمـواج ٌ وعَـقـل ٌ
يُـكــثِّـفُـها َفـتـظـْهَـرُ لـلوجــود ِ
وَتـبْـدو عـالـَمـا ً صَلدا ً بَلــيـدا ً
يُضَلِّــلـُـنا َفـَنـرسُفُ بـالـقـيــود ِ
وَنمضي في َضباب ِ الوهْم ِ دهْرا ً
نلامِسُ بالخـَيال ِ ذ ُرا الـحُـدود ِ
وَيَغـْمُرُنا الد ُّجى َنزْداد ُ بُؤْسا ً
وَتـأخـذ نا الحَياة ُ الى الـبَعــيـد ِ
فنغْرَق ُفي مَـجاهيل ِ الخَطايا
وَتـخْـنـقــنـا عفونـات ُ الـصَّـديـد ِ
وَنغـدو في الثـَّرى عَلقا ًهَواما ً
وقد كـُـنـَّـا أنــاشـيـدَ الــخـُـلـود ِ
فأطفـأنا شموع َ النـُّور ِ فينـا
وَمــات َ الحُبُّ في الحِسِ البـلـيد ِ
وَقطَّـعْنا جُذورَ الرُّوح ِ حتــَّى
غدا الــوجْـدان ُ َقـدَّاً من جَلـيـد ِ
غدا الإنْسان ُ وَحْشا ً أيَّ وَحْش ٍ
تـجــاوزَ في الأذى كـل َّ السدودِ
وَأسْرَفَ في الشُّـرور ِ فباتَ غولا ً
جَحيما ً يَشـتـهي بَلـْعَ الوجــــود ِ
تناسى المَوت َ ُينهيه ِ ُتـرابا ً
وذِكرى فـي سـجـلا َّت ِ الـلُّحود ِ
تناسى وحشـة َ القبر ِ الكئيب ِ
وشيشَ الد ُّود ِ يَنخُرُ في الخُدود ِ
رُويدَك َ يا أخي فالعُمرُ ماض ٍ
وما َتـجْـنـيـه ِ لـلعَـدَم ِ الأكـيـــد ِ
سَتطـْوي الأرْضُ جيلا ًبعدَ جيلٍ
وَيَفـنى الكـل ُّ في وَهْم ِ الوُجود ِ
وَتبقى الرُّوح ُ َتزهو في غِناها
وتُـثـْمِـرُ في فراديس ِ الخـُــلودِ
حكمت نايف خولي
السبت، 4 نوفمبر 2023
جذور ُ الرُّوح.. الشاعر...حكمت نايف خولي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق