الخميس، 2 مايو 2024

كلام الخيال ...بقلم كمال الدين حسين القاضي


 كلام الخيال                                                                     إذا ما النفسُ طابتْ للخيالِ

أطيرُ معَ الطيورِ إلى  الجبالِ

 وأنحتُ بالأظافرِ كلَّ  قصرٍ

بديعِ السحرِ منْ حسنِ الجمالِ

كما إني زرعتُ الجو وردا

فليس له نظيرٌ في الكمالِ

ومنْ تربِ الرمالِ أصيغُ ماسَا 

عظيمً القدرِ منْْ غيرِ الجدالِ

وفي الغاباتِ تهْرُبُ كلُّ أسدِ

إذا خرجَ الزفيرُ منَ الحبالِ

ومنْ رغبِ  الأمانِ  وكلِّ سلمٍ

أتى طوعًا على نهجِ الوصالِ

اسافرُ عبرَ أجنحةٍ لريحٍ

إلى أرضِ الفوارسِ والنزالِ

فصوتي مثلُ رعدٍ عندَ حربٍ

يبثُ الخوفَ في ربِّ القتالِ 

ومنْ جمرِ العيونِ  تهبُّ نارًا

 على كلِّ الجحافلِ والبغالِ

وعزمي ما لهُ حدُّ ووقتٌ

معَ الأنذالِ أولادِ الضلالِ

كماتي كالصخورِ أشدُّ صلبًا

على الأوغادِ في كلِّ السجالِ

بقلم كمال الدين حسين القاضي

الشاعر...شيت العساف


قف شامخاً أو مت كآسآد الشرى

فالموت في درب المفاخر يشترى


واصرخ بوجه الظلم لاتخش العدا

لتعطر  الأجساد  من  مسك  الثرى


إن   الكريم   و إن  يلاقي   حتفه

يبقى  له  ذكرا  جميلاً في   الورى


واسمل عيون الظالمين فقد مضى

دهر   الخيانة   ذاك   دهر   أعورا


ظنوك    يا جيل    العروبة   نائم

القوك  في  جب  عسى أن لا ترى


و الفرق  بين  خنوعهم  و بطولة

كالفرق   ما  بين  الثريا  و الثرى


كن فارسا فاليوم يومك  يا فتى

و احمل رماحك لا تذر  مستعمرا 


واسرج على الامهار كل فتى لها

خضب دماك على الجواد الأشقر


ما  عاد  يجديك  الحياد  و gزة

غصبت جهاراً هل ترى أم لا ترى


شيت العساف

الشاعر...جمال ابو اسامه


شغافي للرضابِ السُّكْرِ ظمــأى


متى تُروَى من الرَّضبِِ الشِّغافُ


تعـــــالَ فإننــي روضٌ خصيبٌ


أضـــــــــاعَ بهـاءَهُ سبعٌ عِجافُ


دِناني فارغاتٌ ليتَ كَرْمــــــــي


يُساقُ إليــــهِ من سُحبٍ سُلافُ


تعالَ فلم يعد في الغصنِ مـاءٌ


عليهِ الوردةُ العطشَى تخـــافُ


#جمال

الأربعاء، 1 مايو 2024

غابَة ُ التـِّيه ِ.. الشاعر..حكمت نايف خولي


 غابَة ُ التـِّيه ِ

في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة ٍ

بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب ِ

لمْـلمْتُ نفسي مِنَ الأنـْحـاء ِ أجْمَعُها

في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخ ٍمِنَ السُّحُب ِ

وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ أقـْـنـِعَــة ٍ

عَرَّيْتـُها من بَريق ِ الـمـاس ِ والـذ َّهَب ِ

وَصرْت ُ أغـْسُلـُها من كـُلِّ شـائبَة ٍ

من كـُلِّ زيف ٍ مِنَ الأهْــواء ِ والكـَذِب ِ

وَفي لـَهـيـب ٍ مِنَ الآلام ِ مــوجِعَـة ٍ

نقـَّيْتـُها من صَديد ِ الأرْض ِ وَالتـُّرَب ِ

أفـْرَغـْت ُذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَتْ

من هَذ ْر ِ َفلـْسَفـَة ٍ في سَفـْسَف ِالكتـُب ِ

أزَحْتُ عَنـْها مِنَ الأثـْقال ِ ما حَمَلـَتْ

عَبْرَ الدُّهور ِمِنَ الأوْصاب ِ وَالـكـُرَب ِ

حَتـَّى بَدَتْ في ر ِداء ِ النـُّور ِصافِيَة ً

شفـَّافـَة ً في َقميص ٍ من سنا الـلـَّـهَب ِ

وَإذ ْ بِـهـا َتـتـَعـالى فـي َتـدَرُّجـِهــا

فوقَ الأعاصير ِ والأنـْواء ِ والشـُّهُب ِ

وَترْقـُبُ الأرْضَ وَالإنـْسانَ حائرَة

مذهولـَةَ َالفِكـْر ِفي ضيق ٍوفي عَجَب ِ

هذا الشـَقيُّ الـَّذي أعْمَت ْ بَصيرَتـَه ُ

مفاتِنُ الشـَّرِّ من غِـــي ٍّ ومن ُنــصُب ِ

وَأفـْسَدَت ْ روحَه ُ السَّمْحاءَ ساحِرَة ٌ

جـِنـِّـيَّـة ٌ في لـَـماها مَـور ِدُ العَـطـَب ِ

فأثـْـمَـلـَتـْـه بـِخـَمْـر ٍ من َتـبَـرُّجـِهـا

حتـَّى َبـدا واهِـنا ً أوْهـى مِنَ الهـِـبَب ِ

وَشـَـيْـئـَنـَتـْه ُ أحـاسـيـس ٌ مُـزَيَّـفـَـة ٌ

فكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـْـتون َ بالـيـَلـَب ِ

فـقـاس َ ذاتـَه ُ بالأثـْـواب ِ يَـلـْـبَسُها

وزانَ نـفـْـسَه ُ بالياقـوت ِ والقـَصَب ِ

وَهَلـَّـلـَتْ روحُه ُ الحَمْـقـاء ُ ذاهِلـَة ً

لقـَبْضَة ٍ من حَصى الإلماس والذ َّهَب ِ

وَاسْتـَعْبَدَتـْه ُ قصورٌ في مَباهِجِهـا

نجاسَة ُ الشـَّـرِّ في عُـرْي ٍ مِنَ الأدَب ِ

فراحَ يَغـْرُفُ مَسْحورا ً حُـثـالـَتـَهـا

وَباعَ َنـفـْـسَه ُ لـِلشـَّيْـطان ِ بالحَـبَـب ِ

بـِئـْساك َ يا من يُساوي ، من حَماقتِه ِ

بينَ السَّــنا وَبينَ الـطـِّين ِ والعُـشـُب ِ

يُـقـَـيِّـم ُ الـرُّوحَ بالأسـْـمـال ِ زائِـِلـَـة

يُقـَدِّر ُ العَقـْل َ بالقـَصْدير ِ والخـَشـَب ِ

يُخادِع ُ الـنـَّـفـْـس َمَفـْتونا ً ُتضَلـِّلـُه

مَظاهِر ٌ من سَراب ِ العِـز ِّ وَالرُّتـَب ِ

بـِئـْساكَ يا من وَزنتَ الرُّوحَ بِالهِبَب

قايَضْت رَبَّـكَ بالأوْثـان ِ وَالنـُّصُب ِ

غـدا ًيَلـُفُّ الفـَناء ُ الأرْضَ قـاطِبَـة ً

فالوَيْـل ُ للجـَّاهِل المَصْـفود ِ بِالـتـُّرَبِ

حكمت نايف خولي

بقلم: الشاعر...سيد حميد عطاالله الجزائري


خريطةٌ مرسومةٌ 


خفّف هنا ألمي وجبَّ جروحي

ياخالقّا نفحاتِ هذي الروحِ


بين انبلاجي وانتصابِ حقيقتي

ألقيتَ سلمًا في الجوى المجروحِ


وبنيتَ صرحًا من بقايا تربةٍ

حتى كبرتُ بهيبتي وصروحي


أنا كنتُ غصنًا في مهبِّ عواصفٍ

فأقمتَ منّي حسِّيَ المطروحِ


أنا قد ولدتُ من انبثاقِ إرادةٍ

أنتَ الذي قد قمتَ في ترشيحي


لولاكَ ما كانت لديَّ ملامحٌ

ولكنتُ أرزحُ في مهبٍّ الريحِ


وأقلتَ عنّي في الحياةِ كباكبًا

وكشحتَ كلَّ قبيحةٍ وقبيحِ


ظهرت أياديكَ الجليلةُ في يدي

فنمت هنا سيبًا بكلِّ وضوحِ


لجأت إليكَ كما أمرتَ نوازعي

فإليكَ كانَ توجُّهي ونزوحي


مَن عالجَ الروحَ المريضةَ من جوًى

يا مُبرًئ منّي جميعَ قروحي


ولقد حقنتَ دماءَنا وحفظتَنا

حتى اقتصصتَ فللدَّمِ المسفوحِ


أنا قد نقشتُ على الفؤادِ قصائدًا

فتقبَّلِ اللّهمَّ ذاكَ مديحي


فلأجعلَنَّ من القصائدِ كوثرًا

أسقي بهنَّ إذا أفلتُ ضريحي


ولأغرفَنَّ من البلاغةِ غرفةً

قولًا بليغًا من لسانِ فصيحِ


ناديتُ من غسقِ الحياةِ لفجرِها

وجعلتُ وسطَ هدوئها تسبيحي


وأنا غرقتُ بصرختي وبدمعتي

وطفقتُ أخصفُ صوتيَ المبحوحِ


نطقت عيوني دمعةً فتفجّرت

كَلمًا وبانت في الخدودِ شروحي


قبَّلتُ اسمكَ في انعكافِ مشاعري

وجعلتُ كلّي في هوى السبُّوحِ


أغلقتُ بابَ الموبقاتِ بلفتةٍ

ولقد هرعتُ لبابِكَ المفتوحِ


ورسمتُ كي أرقى إليك خريطةً

وبها جعلتُ كما أردتَ فتوحي


بالعدلِ والتقوى بنيتَ عقيدتي

وجعلتَ حبَّ المصطفى تسليحي


وبآلِهِ ثبتت عقائدُ أمةٍ

شرفٌ فأنعم بالهوى الممنوحِ


بقلم: سيد حميد عطاالله الجزائري

الشاعر..د.يونس ريّا


 ما أظلمَ الأرضَ لوْ سَدَّتْ منافذَها !

في وجهِ أنهارِها واسْتَسقتِ السُّحُبا 


و أهوجَ الرِّيحَ لوْ  ضَنَّتْ بِما حملَتْ

على الورى ,  ثمَّ لمْ تأبَهْ بِمنْ شربا !


و أحمقَ البحرَ لوْ أوحى لِساجرِهِ ..!

أنْ يزجرَ الموجَ  إنْ أرغى أوِ اضْطربا


وأجهلَ  المُدنَفينَ الخانِعينَ  إذا …!

اقتدوا بِمَنْ عالجَ الأعراضَ لا السَّببا.

———————————————

د.يونس ريّا

هوى الأيام...للشاعر د. عبد الحميد ديوان


 : هوى الأيام

سلام من هوى الأيام يصفو

                 على صوت الأماني قد ترقّّ

وتنعم صبوتي في ليل رغد

                وتنطق  بسمتي  بغد .. يحقّ

 وتنسج رغبتي طرق الأماني

                فيصبح ريحها.النشوى الأرقّ

غدوت أمارس السلوى بطيف

                من  الأحلام  يرعاه ... الأدق

وأرسم بسمتي بخيال وجد

                من  الآمال  .. أعلاه.. الاشق

أقاسي من صنوف الدّهر وقتا

                يطيل  سآمتي ... بغد .. ينقّ

وأعلم أنّ أيام التلاقي

                يطول  اوانها ... وتروم  فتق

ولكنّي سأبقي في حياتي

               صبابات  لها  في القلب  شوق

أروم هواكِ في دنيا الاماني

                وأعلم ... أنّ  أحلامي ... تعِقّ

سأكتب في ضمير العمر لوناً

                 من  الشكوى  يناغيها  الأحق

وأغدو في دجى الأيام أدعو

                 نداءات  من  الأشواق   ترقو

وأمضي في ثنايا البوح شوطا

                 يضاهي  نشوتي  وسناه  برق

رميت بأسهمي في جو انسٍ

                 فأعطاني الجمال  وفيه  ذوق

وباتت ليلتي تبغى أنيساً

                 فجاد .. بلطفها  طيف ... يرق

سألت الله أن يبقى جناني

                 ينير  الدرب  في  ليل ... يدق

وأن تبقى الأماني طيف حلم

                 يناجي .. في  صداه المستحق

لعلّ الشوق يبغى لي زمانا

                 من  الأحلام .. يرعاه .. المحق


للشاعر د. عبد الحميد ديوان

شعور الأحزان...بقلمي ـ محمود علي علي


 شعور الأحزان

""""

شعرتْ بهول مصائبي أحزاني

وتصاعدت من وقعها نيراني


علمت بأنّي في الحياة كميت

وأنا المسجّى في السرير أراني


ولّعت سيجاري من الجمر الذي

سكن الفؤاد  وما ارعوى لكياني


رقّت لحالي النائحات من الجوى

وندبن حظي النادبات لشاني


النار تكوي في الحنايا أضلعي

والسقم أرخى ثقله فبراني


ليلي كليل العامرية قد ثوى

 وأنا الملوّع قيسها بزماني


حُمّلت مالا قد يطاق من النوى

فتحطّمت من ثقلها جدراني


زانت خدودي دمعة حرّى وما

رقّت لحالي وسنة النسيان


أمسي وأصبح والحنين يشدّني

وكتمت ماألقى من الهجران


نمّت علي سريرتي أوحت بما

أخفيه من سرٍّ ومن إعلان


بقلمي ـ محمود علي علي

(مطارحات شِعريَّة) بقلم..محمد عصام علُّوش


 (مطارحات شِعريَّة)

ـ 2ـ

{بين الأمير الفارس شاعر السَّيْف والقلَم أسامة بن منقذ وأبيه}

كتب إليه أبوه مُرشِد:

وما أشـكـو تـلَــوُّنَ أهْــلِ ودِّي  ولــو أجْـــدَتْ شَــكـيَّـتُـهُـمْ شَــكَـوْتُ

ملَـلْـتُ عـتابَهـمْ ويـئِستُ منهم   فـمـا أرجـوهُــمـو فـيــمَـن رجَـوْتُ

إذا أدمَـتْ قــوارصُهُـم فؤادي  كــتـمْــتُ عـلى أذاهُـمْ وانـطَـويْــتُ

ورحتُ علـيهِمو طلْقَ الـمُحيَّا  كــأنِّـي مـا ســـمِـعــتُ ولا رأيْــــتُ

فأجابه ابنُه أسامة بالقول:

تجَـنَّـوْا لي ذنـوبًـا ما جَـنـتْـهـا  يـــدايَ ولا أمَـــرتُ ولا نــهَـــيْـــتُ

ولا واللهِ مـا أضـمـرتُ غـدرًا  كــمــا قــد أظــهَــروهُ ولا نَـــوَيْـتُ

ويـوم الحشر مَـوقِـفُـنا وتبـدو  صـحـيـفـةُ مـا جَــنـوْهُ ومـا جَـنـيْـتُ

ويَحكُـم بـيـنـنـا الـمولى بعدلٍ  فــويْــلٌ لــلــخــصــومِ إذا ادَّعـــيْـتُ

(خلاصة الأثر في أهل القرن الحادي عشر للمحبِّي ج3 ص245)

فقلتُ:

وكم في النَّاسِ من جانٍ تجَـنَّى  ولـيــس بـهِ مـن الأخــلاقِ زيْـــتُ

فـليْتَ الحاسدَ الـمغـتاظَ يفـنى  إذا نــفــعــتْ مـعَ الحُــسَّـادِ لَــيْــتُ

فــإنَّ بـقــلـبـهِ نــارًا تَـلــظَّــتْ  ولـيـــس يَــردُّهُ نُــصــحٌ وصَـوْتُ

تــراه يَــؤُزُّ كـالـشَّـيْـطـانِ أزًّا  يَـكـيــدُ وكَــيْــــدُهُ سُــقْـــمٌ ومَــوْتُ

فـكم من حاسدٍ عـادى بـريـئًـا  فــمـا آواهُ أوْطــــانٌ وبـــــيْــــــتُ

ولـكــنَّ الإلــــهَ بــهِ عــلــيــمٌ  فـلـيـس يـفـوتُـهُ فـي الـكـوْنِ فـوْتُ

محمد عصام علُّوش

22/شوَّال/1445هـ ـ 1/أيَّار/2024م

رجل شرقي ....بقلم الشاعر..زياد الحمصي


 رجل شرقي

.............. 


دعني أتجرد منك أغيب

أضيع   بحب  أشقاني 


خذ ثوبك إنه فضفاض

و يليق بكل النسوان


و قلوبك تنثرها للغيد 

توزعها  بالإحسان


و أظنك تحمل ميراثا 

من عهد حريم السلطان 


طبقت الشرع بزيجات

و العدل أساس البنيان


فرطت بأشياء  أولى

و ملكت الحسن بألوان


و اجتزت الشرع بما ملكت

أيمان القوم بأزمان


ما زلت العاشق يا هذا

هو حب أول بل ثاني


بل ثالث بل عاشر أيضا

و حدودك كل الأوطان


زياد الحمصي

سميرُ الحَيّ... بقلم سمير حسن عويدات


 سميرُ الحَيّ

**********

سميرُ الحَيّ لو طابَ الرِّواءُ

وحُسْنُ القوْلِ عَن عَمْدٍ دهاءُ

ربيبُ الشِّعر , لا ينفكُّ عنِّي

وإن قالوا : على الشِّعر العَفاءُ

غلامٌ كلما أبصرتُ حرفاً

تَمَوْسَقَ في مُخيّلتي الغناءُ

وإن زادوا من الأوتارِ لحناً

عَلوْتُ فلا تُطاولني سماءُ

كأني ذائبٌ في زِقِّ خمْرٍ

وما افترَعَت كِنانتهُ السِّقاءُ

رَحيبُ الصَّدرِ عَن لوْمٍ وعُتْبٍ

وإن سَطعَتْ  بشاكِلتي الذُّكاءُ

هوَى الندمانِ يُمتِعُني كأني

خُلِقتُ لصُحبةٍ أنَّى اللقاءُ

بلا كيفٍ أقيمُ بهم حِواراً

وأتركهم بلطفٍ لو أشاءُ

على مقهى من الدنيا جليسٌ

أهيمُ بقهوةٍ منها الشِّفاءُ

بلا إلفٍ أُعِيدُ الدَّهْرَ فِكراً

ويُطربُني من الدنيا البلاءُ !

وما البلوَى سوى قَدَرٍ تمطَّى

ويطمِسُ جَرْسَ حِكمَتِها الخفاءُ

ولن يخفى من الدنيا حكيمٌ

ولكنْ ماتِعٌ فيها الغباءُ

لعَمْري ما الحياةُ بأرضِ حُلْمٍ

ولن يرقى لطالِبها الثناءُ

مُنى عَيني هدوءٌ أحْتَوِيهِ

بلا كَلفٍ ويتركني الهُرَاءُ

*******************

بقلم سمير حسن عويدات

قالت أكرهك ..الشاعر..عبدالله البنداري


قالت أكرهك 

جاءت بوجهٍ عابِسٍ غير الذي...

قد كان يَضحكُ خِلْسةً وجهارا

قالت كَرهتُكَ هل تُرَاهُ حقيقةً...

أم أنَّ عقلي يَنسِج الأفكارا

ماذا جَنَى' قلبي وما هو ذَنبُهُ...

حتى' يُكَافَأُ بالعَطاءِ خَسَارَا

وأنا الذي أَوفَيتُها كلَّ الهوى...

ووَصَلْتُهَا دون الحِسَانِ خَيَارَا

حتى' كأني قد مُلِئتُ صَبَابةً...

وتَرَقَّبَ القلبُ الأسيفُ عَمَارَا

ورأيتُها جاءت فقلتُ بِشارةً...

يا لَهْفَةً ماتَت وغَدرَاً جَارَا

ظَعنُ القلوبِ عن القلوبِ مَهَانَةٌ...

تَبقَى' على مَرِّ الزمانِ عَوَارَا

يا أيها الشوق الذي قد حَزَّني...

ما عدتُ أَرضَى' في الغرام مَسارا

عبدالله البنداري