الأربعاء، 1 مايو 2024

بقلم: الشاعر...سيد حميد عطاالله الجزائري


خريطةٌ مرسومةٌ 


خفّف هنا ألمي وجبَّ جروحي

ياخالقّا نفحاتِ هذي الروحِ


بين انبلاجي وانتصابِ حقيقتي

ألقيتَ سلمًا في الجوى المجروحِ


وبنيتَ صرحًا من بقايا تربةٍ

حتى كبرتُ بهيبتي وصروحي


أنا كنتُ غصنًا في مهبِّ عواصفٍ

فأقمتَ منّي حسِّيَ المطروحِ


أنا قد ولدتُ من انبثاقِ إرادةٍ

أنتَ الذي قد قمتَ في ترشيحي


لولاكَ ما كانت لديَّ ملامحٌ

ولكنتُ أرزحُ في مهبٍّ الريحِ


وأقلتَ عنّي في الحياةِ كباكبًا

وكشحتَ كلَّ قبيحةٍ وقبيحِ


ظهرت أياديكَ الجليلةُ في يدي

فنمت هنا سيبًا بكلِّ وضوحِ


لجأت إليكَ كما أمرتَ نوازعي

فإليكَ كانَ توجُّهي ونزوحي


مَن عالجَ الروحَ المريضةَ من جوًى

يا مُبرًئ منّي جميعَ قروحي


ولقد حقنتَ دماءَنا وحفظتَنا

حتى اقتصصتَ فللدَّمِ المسفوحِ


أنا قد نقشتُ على الفؤادِ قصائدًا

فتقبَّلِ اللّهمَّ ذاكَ مديحي


فلأجعلَنَّ من القصائدِ كوثرًا

أسقي بهنَّ إذا أفلتُ ضريحي


ولأغرفَنَّ من البلاغةِ غرفةً

قولًا بليغًا من لسانِ فصيحِ


ناديتُ من غسقِ الحياةِ لفجرِها

وجعلتُ وسطَ هدوئها تسبيحي


وأنا غرقتُ بصرختي وبدمعتي

وطفقتُ أخصفُ صوتيَ المبحوحِ


نطقت عيوني دمعةً فتفجّرت

كَلمًا وبانت في الخدودِ شروحي


قبَّلتُ اسمكَ في انعكافِ مشاعري

وجعلتُ كلّي في هوى السبُّوحِ


أغلقتُ بابَ الموبقاتِ بلفتةٍ

ولقد هرعتُ لبابِكَ المفتوحِ


ورسمتُ كي أرقى إليك خريطةً

وبها جعلتُ كما أردتَ فتوحي


بالعدلِ والتقوى بنيتَ عقيدتي

وجعلتَ حبَّ المصطفى تسليحي


وبآلِهِ ثبتت عقائدُ أمةٍ

شرفٌ فأنعم بالهوى الممنوحِ


بقلم: سيد حميد عطاالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق