(مطارحات شِعريَّة)
ـ 2ـ
{بين الأمير الفارس شاعر السَّيْف والقلَم أسامة بن منقذ وأبيه}
كتب إليه أبوه مُرشِد:
وما أشـكـو تـلَــوُّنَ أهْــلِ ودِّي ولــو أجْـــدَتْ شَــكـيَّـتُـهُـمْ شَــكَـوْتُ
ملَـلْـتُ عـتابَهـمْ ويـئِستُ منهم فـمـا أرجـوهُــمـو فـيــمَـن رجَـوْتُ
إذا أدمَـتْ قــوارصُهُـم فؤادي كــتـمْــتُ عـلى أذاهُـمْ وانـطَـويْــتُ
ورحتُ علـيهِمو طلْقَ الـمُحيَّا كــأنِّـي مـا ســـمِـعــتُ ولا رأيْــــتُ
فأجابه ابنُه أسامة بالقول:
تجَـنَّـوْا لي ذنـوبًـا ما جَـنـتْـهـا يـــدايَ ولا أمَـــرتُ ولا نــهَـــيْـــتُ
ولا واللهِ مـا أضـمـرتُ غـدرًا كــمــا قــد أظــهَــروهُ ولا نَـــوَيْـتُ
ويـوم الحشر مَـوقِـفُـنا وتبـدو صـحـيـفـةُ مـا جَــنـوْهُ ومـا جَـنـيْـتُ
ويَحكُـم بـيـنـنـا الـمولى بعدلٍ فــويْــلٌ لــلــخــصــومِ إذا ادَّعـــيْـتُ
(خلاصة الأثر في أهل القرن الحادي عشر للمحبِّي ج3 ص245)
فقلتُ:
وكم في النَّاسِ من جانٍ تجَـنَّى ولـيــس بـهِ مـن الأخــلاقِ زيْـــتُ
فـليْتَ الحاسدَ الـمغـتاظَ يفـنى إذا نــفــعــتْ مـعَ الحُــسَّـادِ لَــيْــتُ
فــإنَّ بـقــلـبـهِ نــارًا تَـلــظَّــتْ ولـيـــس يَــردُّهُ نُــصــحٌ وصَـوْتُ
تــراه يَــؤُزُّ كـالـشَّـيْـطـانِ أزًّا يَـكـيــدُ وكَــيْــــدُهُ سُــقْـــمٌ ومَــوْتُ
فـكم من حاسدٍ عـادى بـريـئًـا فــمـا آواهُ أوْطــــانٌ وبـــــيْــــــتُ
ولـكــنَّ الإلــــهَ بــهِ عــلــيــمٌ فـلـيـس يـفـوتُـهُ فـي الـكـوْنِ فـوْتُ
محمد عصام علُّوش
22/شوَّال/1445هـ ـ 1/أيَّار/2024م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق