**( رثاء شهيد )**
********بقلمي :
ميساء علي دكدوك/سوريا/
----------------------------
أنت للقصيدة عنوانها ونبضها وحركاتها
أنت نبعها ومسراها ومنتهاها
وأنت الراح لصدرها وعجزها
وعلامات الترقيم بين كلماتها
أنت عباءتها وخمارها وتاجها
كالغيث السكوب هتنا
ترويها
تكحل بعشقك عينيها
يوسفي العشق
متدثر مذ ولدت باخضرار العطاء
هو حلم في عينيك
غرقت في بحره
لحنته سيمفونية تشدو بها الطيور
وترقص الفراشات أمام قنديلها بلا خوف
سيمفونية ينشدها الأطفال في المدارس والملاعب
يسطرونها في الدفاتر
حروفا ،حروف
يرتلها الكون قصيدة خلود
تبارك الأديم بالطهر
ستفرح الأرض بدورة الفصول
ماهذا السر المخبوء في حنايا الكروم
سر كان في خبايا الشمس
حينما أشرقت بنورها لروحك
كيف للأبجديات أن تفيك !؟
تكسرت أجنحة قصيدتي حينما بدأت بالكتابة إليك
وصارت مبتورة القدم
مشلولة اليدين
لست أدري كيف أدخل تفاصيل الربى في عينيك
وكيف أدخل تفاصيل الثمار والسلاف والعبير
ما أصغرني أمام هذا العشق المغموس بماء النار
ما أصغرني أمام صرخة الدماء من الجبين
وما أصغرني أمام خطاك وهي تعصر الحجارة ليزهر الشقيق
وتخضر على الضفاف أرتال الشجر الخضيل
ما أصغرني أمام براعم الياسمين...
وندى يديك يبللها بالشذى والرحيق
لتبوح بسر جمالها للعالمين
ما أصغرني أمام تدثرك بالموت
لتهب الضياء والحياة للورى
وتفجر من أنامل الكتاب والشعراء الينابيع
يامن شققت المدى بصمتك المبين
كنت سيوفا ومدى وصخرا
وكنت رواية وشعرا ونثرا
هنيئا لك
أدركت سر الحياة
ارتقيت
مباركة تلك الشهادة
مبارك هذا الارتقاء العظيم
أما أنا
فلتشرب جراحي نبيذا
ولتشرب جراح العاشقين
فلتشرب جراحي البحر
وليشرب خافقي فيض الأحمر الدموي
ولتكن قصيدتي محمية من حمى الزخرف والمديح
هل يكفي أن تكون نجما على شفة قصيدتي واليدين ؟
أو قمرا تستريح على زندها وفي العينين ؟
هل يكفي أن تكون روحك خفاقة في جانحيها ونبضك في الشريان والبطين
هل يكفي أن تكون النهار في نهارها
ستبشرني من شرفات الغيب
حينما تجدل النجوم ضفائرها ...
وتومىء للفجر أن يرش شذاه على خصلات الشمس في شرقنا الحبيب
**********
****8/2/2020/بقلمي
ميساء علي دكدوك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق