ما زالت المرأة في بعض مجتمعاتنا العربية ترزح تحت ظل الظلم والقمع والإستغلال.
وها هي قصيدتي ليوم المرأة العالمي الذي أتمناه نورا للمرأة العربية.
خمسون عاما...
خمسون عاما قد تمر مجددا
وأنا
مجمدة هنا في قعر ذاتي
سفني تجوب موانىء الذكرى وترمي
في كل ميناء صدى خطواتي
والموج يضرب صخرة الأحلام
يترك جرحه
ثم يعود مرددا آهاتي
وأنام في أحضان ذاكرتي
على وجع تصحر من بقايا شتاتي
وأضيع في هذي الأنا
كم من أنا
قد رمدتها حياتي
إني أحيك الوهم سارية وأرفعها
ألاطم في يم المدى صحواتي
خمسون عاما
وانا هنا في القيد أرزح
أحمل مأساتي
لا أملك غير الكلام
حتى الكلام
كم أنتقيه منمقا
كي لا يثار البعض من كلماتي
خمسون عاما مثل قضبان الحديد مجمدة
أصارع التيار فوق أناتي
لا أتقن غير الصلاة
حتى الصلاة بعاقر
لم تستجاب صلاتي
قد قيل لي منذ ولدت
الحب عار حين تطلبه النساء
والفكر عار حين تحمله النساء
وكل فعل شائن
قد ألصقوه بالنساء
حتى الأمومة
إن عصا أبناؤها
تهمة نحو النساء
ومضوا يشقون الطريق
ليسحقوها بالحذاء
قد قيل لي منذ ولدت
أنت امرأة
كي تنجبي كل الذكور
تتحملي
جهل الذكورة للقبور
وتحملي كل المشقة والعناء
وتهزي في يدك السرير
حتى السرير
وجد لتحكمه الذكورة
في الحرام او الحلال
فقط اصمتي
فالنساء إن رفعن الصوت
قد قل الحياء
واللوم كل اللوم نلقيه على كتف الرجال
ونحن نغتال أختنا في العلن
نغتال نفسنا في الخفاء
ونربي إبنتنا على هذا الولاء
وننفخ الطاووس كي يختال
او يغتال أرحام النساء
ونربي فيه شهريار
ثم نعود لشهرزاد
نحتال كي نحظى به
ونبعد الظلم المحتم في دهاء
كم انت ظالمة لأنت
فالوأد تبدأه النساء على النساء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق