معلقة في زمن العولمة بقلم الحرف المنسي ابراهيم
أنا الذي خشِيَتْ أشعارهُ العربُ
الفيسُ يعرفني و البوكُ و الأدبُ
أنا الذي أقطعُ البيداءَ منفردًا
زادي القصائدُ و الأقلامُ و الكتبُ
هل يستوي شِعرهمْ معْ ما أبوحُ بهِ ؟
هل فُضّلتْ فضّةٌ في السّوقِ أم ذهبُ
أطاعني الشِّعرُ حتّى جاءَ منتظمًا
مُعبّدًا كطريقٍ ما بهِ حدبُ
و الضّادُ تَفهمني طوْرًا و تُلهمني
هي التي آنستني حينَ أكْتئِبُ
الحرفُ في الدّمِ يجري مثلَ ساقيةٍ
ما جفَّ نَبْعيَ أو ينْتابني عطَبُ
كأنّها شَربةٌ مِنْ ماءِ صافيةٍ
أوْ أنّها نسمةٌ في الصدرِ تنسكبُ
و الشّعرُ أكذبُهُ عذبٌ كما وصفوا
أمّا قريضي فصِدْقٌ ما به كذِبُ
إنْ يقرؤوا كلماتي صدفةً فزعوا
او يسمعوا خطواتي فجأةً هربوا
لمْ يروِ سوقَ عُكاظٍ مثلها أبدًا
و لمْ تُكحِّلْ بها بغدادُ أوْ حلبُ
فلوْ رآها جرير قام مندهشا
و لوْ قراها نِزارٌ سرَّهُ الطّربُ
و كمْ هجوْتُ صعاليكًا ندبتُ لهمْ
خدًا بِلا سببٍ يُروى فمَا عتبُوا
و كمْ بلوْتُ مِنَ الأصحابِ في زمني
فضِقْتُ بالصّحبِ ذرْعًا حينَ أصْطحِبُ
الناسُ إنْ تُرضِهمْ طاروا بها فرحًا
و إنْ تجاهلْتهمْ مِنْ بعدِها غضِبُوا
أهديهمُ الودَّ صافي لا أُنافقهمْ
و يرغبونَ إذا نالوا الذي رغِبُوا
يا مَنْ تُخالطُ إحذرْ كلَّ ذِي ملَقٍ
يُرديكَ كالحيّةِ الرقطاءِ إذْ تثِبُ
و رُبَّ جامعِ مالٍ لا لِيَكسبهُ
و جارُهُ نامَ لمْ يجمعْ فيكتسبُ
و الموْتُ لابدَّ مِنْ كأسٍ لشاربهِ
يوْمًا كما ذاقهُ الأحياءُ إذْ شرِبُوا
مهما تُباعد عنْ موتٍ ستلحقهُ
فهوَ القريبُ إذا باعدتَ يقتربُ
يُردِيهِ مِنْ بعدِما تحْلُو الحياةُ لهُ
و لوْ تحصّنَ تحتَ الأرضِ يُستلبُ
يا أمّةً غرقتْ في الوحلِ و اندثرتْ
ضاعتْ حضارتنا و الحالُ مضطربُ
نُوحٌ تركنا و لم نركبْ سفينتهُ
ناموا كنوْمةِ أهلِ الكهفِ يا عربُ
الحرف المنسي ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق