رقصة الدّجال
.
بائس هذا المساء ..
يجرع الحزن كؤوسا
و يساقيني ..
على وقع الكلوم المعدمات
و جراحات دمشق كجراحي ..
موجعات نازفاتْ ..
لم يعد للحب أواه حمامات
تغنّي ألف موّال
و تحيي الدّفء
في ليلات شوقي الساهرات ..
ها دمشق تجرع الأوجاع مثلي
و على آهاتها يرقص دجّال لعينْ
يلبس الإسلام ثوبا و عقالا
و بأعماقه يغلي الكفر غلاًّ
من عقود غابرات و سنين
و أنا وحدي كتمثال بليد
حدّق الصّحب إليّ
غير إنّي ذاهل عنّي
و عن كوني الموشى بضباب و هموم
غارق في بحر ذكرى
قد توارتْ
استعيد الشوق مهموسا طريّا
ثملت منه عذارى الكلمات ..
كنتُ يا أنتِ و ربّي
زاهدا يتلو الرسالات مزامير
و يسمو هاربا منه
إلى عينيك زلفى
يمتطي الشوق حصانا عربيّا
يقهر الهجر
و تلك الأكمات الحائلات ..
طعنة صمّاء قد أدمتْ فؤادي
بنصال تشرب السّم نقيعا
في الليالي الغادرات
ها فؤادي كدمشق غارق في العتمات
جاءني الواشي بقول
مزّق القلب سقاما
و شوى الأضلاع
في نار السموم المرجفاتْ
زرع الشّك بأعماقي سهوبا
و تولّى
يمتطي الظّلمة غولا
فرحا بالنصر في يوم الممات
ذبح الواشي دمشق
و امتطى الظلمة ـ أواه ـ يعبّ الخمر
نخب الغدر في ليل بغايا و مجون ..
آه من غلّ القلوب الصادئات
آه من هجر حبيب
لا يبالي بدموعي الهاتنات
ليتني أرحل عن نفسي
و عن بعض الوجوه الكالحات
ليتني أغرس قلبا غير قلبي
في ضلوعي المنهكاتْ
ليتني أصبح يا أنت خرابا دون نبض
فأريح الكون منّي
من عذاباتي و دمعي
من نصال الرّيب
و الشّوق لعينيك
من الهجر الذي أودى بصبّ
من طعان سدّدتها ليّ أحلى الفاتناتْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
10/02/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق