الأحد، 15 مارس 2020

مَـا أَعْـجَـزَ الـوَصْـفِ عارف عاصي

مَـا أَعْـجَـزَ الـوَصْـفِ
===========
هَمَسْتُ فِي خَـاطِرِي شَوْقـاً لِمَـرْآَهَا
فَحَـارَ شَوْقِي وَ بَـاتَ القَـلْبُ مَرْعَاهَا

سَرَتْ رَوَائِـحُـهَـا لِلرُّوحِ فَـانْـطَـلـَقَتْ
لِـلأَسْـرِ رَاضِــيَــةً تَـسْـتَـعْـذِبُ الآَهَ

وَ حَـلَّـقَـتْ غِـنْـوَةٌ تَـحْـكِي مَلامِحـَهَا
تَـمَـلَّـكَتْ عَـاشِـقـاً بِـالرُّوحِ يَـهْـوَاهَا

فِي ظِـلِّ بَسْمَتِـهَا تَـرْتَـاحُ قَـافِـرَتِـي
وَ يَـهْمِسُ الطَّـيْرُ شَدْواً فِي حـَنَايَاهَا

وَ صَـوْتُـهَا السِّـحْرُ نَـايٌ فِي تَـأَلُّـقِـهِ
يَا مَا أُحَـيْـلَى الهَوَى لَوْ نَاغَمَتْ فـَاهَا

جَمَـالُـهَـا البِـكْرُ فَـجـْرٌ فِي نَـضَارَتِـهِ
مُـفْـتَـرَّةُ الـثَّـغْرِ قَـدْ طَابَتْ حُمَـيَّـاهَا

فَالصُّـبْحُ إِشْراقُةٌ مِنْ سِحْرِ طَـلْعـَتِهَـا
وَ الـلَّـيْـلُ مِنْ شِعْرِهَا يَتْـلُو حَكـَايَاهَا

مَا إِنْ نَـظَـرْتُ لَهَا خَـدَرٌ يَحَـاوِطُـنِي
مِنْ غَيْرِ كَـأْسٍ فَخَمْرُ الخَمِرِ عـَيْـنـَاهَا

وَ الوَرْدُ وَجْـنَـتُـهَـا وَ الشَّهْدُ قَـبْلَـتُهَا
جَـبِينُهَا الـنُّـورُ فِي أَحْـلَى مَـرَايَـاهَا

يَـا قُـبْـلَةً عَصَفَتْ بِالقَـلْـبِ فـِتْـنَـتُـهَا
فِي ثَغْرِهَا الطِّـبُّ يَسْري مِنْ ثَـنَايَاهَا

يَا مَـرْمَـرَ الجِـيدِ إِنِّي مُـدْنَـفٌ أَبَـداً 
أَبِـيـتُ فِـي وَاحَـةٍ رَقَّـتْ سَـجَـايَـاهَا

فِي دَوْحَـةِ العِشْقِ قَـلْبِي طَائِرٌ غَـرِدٌ
يُسَـامِرُ الأَيْـكَ قَطْـفَـا مِنْ جَـنـَايَـاهَا

لِـنَـهْرِهَا العَذْبُ سِـرٌّ فِـي خَمَائِـلِـهَـا
أَذُوبُ شَـوْقـاً لِـيَـوْمٍ مَـسَّ مَـجْـرَاهَا

مَـا أَعَجَزَ الوَصْفِ عَنْ أَلْوَانِ بَهْـجَـتِهَا
حُـورِيَّـةُ الخُـلْدِ فِي أَعْطَـافِ مَبْـنَاهَا

رَقِيقَةُ الهَمْسِ تُحْـيِي القَلْبَ فِي وَلَـهٍ
وَ تَـتْـرُكُ الحُـبَّ يَـدْعُو كَيْفَ يَـلْـقَاهَا

يَـا زُرْقَـةَ الـبَحْرِ يَـا أَوْرَاقَ دَوْحَـتِـنَـا
يَـا كُـلَّ طَـيْرٍ سَـرَى يَـوْمـا فَحـَيَّـاهَا

يَا نَـايَ عَزْفِي وَ يَا نَزْفَ الفُـؤَادِ بِهَـا
أَضْمَرْتُ حُـبِّي لَـهَا مِنْ يَـوْمِ لُقْـيَاهَـا

وَ فُـتِّتَ القـَلْبُ فِي أَطْيَافِ نَـضْرَتِـهَا
وَ طَابَ لِي هَمْسُهَا فِي سِحْرِ نَجْوَاهَا

شـَبَـابُـهَا الغَضُّ كَمْ أَغْـرَى جَوَارِحَـنَا
كَـانَـتْ لَـنَـا جَـنَّـةٌ عِـشـْنَـا بِـرَيَّـاهَـا

مَرَّتْ بِلَـيْـلِ الهَوَى سَكْرَى بِنَشْوَتِـهَا
وَ الأُفْـقُ سَـاجٍ وَ كُـلُّ الحَبِّ فَحْـوَاهَا

تَـرَنَّـمَ الحُبُّ فِي قَـلْبِي عَـلَى مـَهَـلٍ
فَـرُدِّدَ الـلَّحْـنُ فِي سَمْعِي فَـغَـنَّـاهَا

يَا ثَوْرَةَ الوَجْـدِ فِي قَـلْبِي أَلا اِتَّـئِدِي
وَلَّى الشَّـبَابُ وَ قَـلْبِي العُمْرَ يَهْوَاهَا
=======
عارف عاصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق