عرش الطموح ... بقلم الشاعر... عبد الناصر الكومي

 عرش الطموح 

على وجنة القعساء يرتقب الفكر 

طيوف انتصار فى أعنتها الصبر

تصول بساح للصمود يؤزها 

نضال وجهد الصافنات له النصر

فليت عزوما فى دروب إبائها 

وليت اصطبارا لاح فى نصله البشر

فديتك يا عرش انتفاض وثورة 

وشوق يتوق الوصل فى كفه النهر

وتطوى شجونا ما اكتواها من الأسي 

وتعتصر الأحداث يرقبها الغدر

عصورا تنازعها الهوان  ورجفة 

فلم تبتئس فى ربعها يزأر القهر

من السابغات البأس طوق خصرها 

فباتت على متن الوحيب لها بتر

تخللها حزن فواسته عبرة

تذكر خلود الشرق يرتعد الأسر

وسنبلة ترنو تباشير نصرة

تجلت وعند العزم يقتنص النحر

أحاور ذاتي بين كل هنيهة

ونبضة قلبي ليس يُضعّعفها  الزَّجر

مررت بدرب الفخر ليل طلوله

تنهدت الآفاق وارتعش البحر

ضبابية يا شهقة فى ذهولها

تتيه أزاهير الرياض لها نكر

تحالف بأس والوغى فوق نصله 

تلاقى بعز يعترى متنه الذكر

فقرطاجك المكلوم فى عقر داره

يكفكف غما فى تلابيبه المر

فلست هوى درب وسيفك مرهق

يحطمه البهتان يلهو به النسر

فلا يعتليها منذ فارق عرشها

إباء ولا  ترتاح فى كهفه الدر

وفى سنديان الوصل محض شموخها

تتابعت الأنات إذ لامس العطر

ومنك إليك الوجد يا لهفة رنت

تباشير خلد ليس يمنعها الهجر

يمينا تحدى الدهر سيف عميرة 

فشق عباب الروع فى كفه السحر

على جمرة من عنفوان أنينه 

تساقط غزو فوق غرته العهر

من الأسد والدرب اكتمال تواضع

تسارعت الأنفاس وانطلق الفخر

فبلقيسك الحرى على فقد عرشها 

يذود صبا بأس ويعلو بها العمر

تصدع والكرب الشديد بحلقه 

نفير وبعض الطعن يدفعه القبر

وفى لفحة البهتان بعض ضلالة

تلاها مرار فىى مناكبه دحر

كفيتك يا عشقا بربع زنابق 

تنازعها القسطاس واستبق. المكر

حنايا جبين الشرق تبعث همسة

رهيف قصيد عل يرتجف القصر

سما فى جبين الشوق رفعة مشرق 

ترقرق نيل فى كئوس لها حكر

ونحو ثريا خلدها لاح حسنها 

كنبراس حب دون هاماته الكفر

فمن دفقة الإخلاص تصمد قبضة 

ومن غمد عدل ما ارتقى دونه الشر

مسلسلة والكون دون دموعها 

كنانة صبر لم يصارعها القدر

ولليانة فى خدها سحر   عشقها 

تموسقها الآماد يلثمها المهر

تعاتب فى عهد الظلام شجونها 

فسل الأنين الهجر وارتقب الجهر

وفيك انتهى يا عمر بعض شموخها 

ففى عنفوان العمر تسمو به مصر

جثا وارتهاصات الزمان بلحظه

يصد سيوف الغدر لم يثنه الحصر

تلاقى وفى بعض اللقاء احتضاره

فسل بقعقاع الدروب وقد مروا

وقد صادرت فى أفعوان وخسة 

أزاهيرها الغراء يدفعها قفر

من الشرق ترتج الربوع مهابة 

أسود لها فى الحرب من صفعة حر

فلو قابلت والكون جيش يصدها 

ستقصمه بأسا يلاحقه العذر

سلام على ثغر بلحظ تحية

لنصر وبعض النصر يرقى به  العصر

لهيب سماها يرتجى كأس رحمة

أصر صمود الروع والظلم يغتر

حماها على درب الطعان خويلد

تشاكسه الأسياف أنصالها الغر

مش فوق اتلال القتاد مثابرا 

عذابا وبعض الجهد تيجانه الخضر

فحق لصبر فوق كف عزبزة 

تحوز عروش الخلد أعداؤها فروا

وطيس عذاب يوم  يشتد عاصفا

إباء وفى برد الوغى اوجه حمر

تدور رحى الآمال ترنو سفبنها

لتمخر ساح البغى طعناتها حشر

ومن دونها ترتاح فى همس حبها

تساءلت الأغصان اوراقها الخصر

ترتل أهوال الحوادث بغتة

ثنايا تهد الساح يدفعها الجمر

سكبت كئوس  المجد صبرا حماسة

ومن رشفة العصيان يلتهب القطر

شكتك ضلوع الهجر يا بينُ علها

تحوز بطيف الوصل إذ شفها الفكر

وتقذفك الأهوال بين تروسها 

تفتت بنيانا يرصعه الفجر

يثابر عهد العزم يعلو ثباته

يحطم أغلالا يرافقه الطهر

وربحانة البستان حرك شوقها 

طيوب قميص يوسفى به سحر

ومن دونها دار الأنين بلفحة 

تلاطمها الأوجاع  من خلفها فهر

يكبل عقلا مرجفات سجونه

قيود بدرب الخاسرين إذا جروا

تلظى فؤاد فوق نصل طعانه 

يصارعه الكفران فى قلبه ذعر

فقدسك يا شرقا بقلب مثابر 

تحارب قردانا يساندها الصخر

براقك يا حور الهوى محض ومضة 

يسابق دهرا دربه فى الوغى وعر

سموءلك المكلوم فى جب يوسف 

سترفعه الآمال  فى وصلها الجبر 

علا هامة الكرب الكئيب سحابة

شراع نجاة  فوق بسمته يسر 

تسربل  ملك غاشم برد حكمة 

كذوب وبعض الملك همسته عسر

تكلل صبرا بين نصر يحيطه

براعم شوق دونها القفر والحضر 

ولم يستبحها فى نزال قرودها

فشلّ ذراع البغى فى أوجه عمرو

وصوفية فى لحظها  محض سجدة

وليل كظلم الغرب فى كأسه الخمر 

ومن غمد مجد لم يواقع إباءه 

خنوع وفى الأحداث. ينفجر الجسر 

من الدهشة الشماء عقد رهافة 

وبوح قصيد يوم توّجه الدهر

عبدالناصر الكومى