الشاعر/ محمد الشدوفي الربادي.

زمـــــــــــــــــن الــــتــــجــــافــــي

لــمـن أشـكـو إذا طــال الـتـجافي

وصــار الـوصل كـأسا غـير صـاف

تـنـائـيـنـا دهـــــورا مــــذ سـلـكـنـا

دروب الـبـغض فـي كـل اخـتلاف

تـسـسـكـنـا بـــوهــم لــســت أدري

بــشـيء عـــن مـطـالـبنا الـعـجاف

ويـحـمـل بـعـضـنا كــرهـا لـبـعـض

كـــأنــا لا نـــريــد لــنــا الـتـعـافـي

تــعـصـبـنـا لـــمــا أمـــلــى عـــــدو

وأســرفــنــا بـــإطــراء الـــخــراف

وحـــبــذنــا أجــــنـــدات غــزتــنــا

تـبـيح الـموت حـتى فـي الـمنافي

نـــــودع كـــــل يــــوم بـالـتـبـاكي

عــلـى مٙن ودعــوا تـلـك الـمـرافي

لـبـسـنا مـــن ثــيـاب الـبـغي ثـوبـا

وشــمــرنـا بـــســاح الإصــطـفـاف

إذا قــلــنـا نــقـضـنـا كــــل غــــزل

بــمـا نـجـنـيه مـــن فــعـل مـنـاف

وإن نـــعــط الــمـواثـيـق انـقـلـبـنا

ونـــســـرع حــيــنـهـا لــلإلـتـفـاف

لـيـخـضـع إن غــدرنـا كـــل شــبـر

ونـكسب مـا خـسرنا فـي المطاف

لـيـحيا الـشـعب مـضـطهدا ذلـيـلا

ويــأكــل مـــن نـفـايـات الـكِـفـاف

ونـطـعم مــن ثـريـد الـغـدر حـيـنا

ونـشـرب مــن دمــوع الإخـتطاف

جـعـلـنا الــديـن مـتـراسـا لـنـخفي

دنــايـا مـــا نــكـن مـــن الـسـفـاف

وأوردنـــــا الــمـهـالـك مٙن يـــرانــا

دروعــــا نــدافــع عــــن ضــفــاف

تــنـاحـرنـا لــنــرضـي كـــــل غــــر

ونـــزرع فـكـرنا الـهـش الـخـرافي

لأجـل الـعرش نـجني الـذنب تـترا

ونـسـفـك مــا تـبـقى مــن عـفـاف

قـتـلـنا الـطـفل كــي نـحـيا كـفـافا

وأبــكــيـنـا زغـــاريـــد الـــزفـــاف

وأشـقـيـنـا حــفـاة الـشـعـب كـــدا

لـسـد الـجـوع فــي ظـل الـجفاف

فــلا رمـنـا بـتـلك الـحـرب عـرشـا

ولا يـكـفـي لـدفـن الـحـقد كـافـي

تــنــاديـنـا أجـــنـــدات الأعـــــادي

فــنــسـرع خــلـفـهـا بــالإنــجـراف

تــدانــيــنـا مـــحـــال إن بــقــيـنـا

رهــائـن فـــي طــريـق الإنـحـراف

نـــوالــي مٙن يُــكــنُّ لــنــا عــــداءً

ونــهـجـر بـعـضـنا دون انــصـراف

فـــيــا صـــفــا تــمـزقـه الأيــــادي

أفـيـقوا قــد دنــا وقــت الـقـطاف

فـــمــا لــلـعـز فــــي أرض مــقــام

إذا سـكـن الـتجافي فـي الـشغاف

الشاعر/ محمد الشدوفي الربادي.