الخميس، 18 نوفمبر 2021

..و هل خلّدَ العشّاقَ إلاَّ التّصَبُّرُ.. بقلم الشاعر..عبد الحكيم المرادي


 ..و هل خلّدَ العشّاقَ إلاَّ التّصَبُّرُ..


يخاصِمُ عَيْنَيَّ المنامُ و يَنْفُرُ

و يُشعِلُ في قلبي الشُّجونَ و يُسْهِرُ


أعينايَ لا لا تذرفا أدْمُعي ، أما

كَفانِيَ ما ألقى !!، فما عُدتُ أقْدِرُ


خيالاتُها يا ناسُ ليلاً إذا أتتْ

أحسُّ بأضلاعي جحيماً تُسَعَّرُ


و إنْ هَبَّتِ الذِّكرى تَثُورُ لواعِجي

و يرحلُ بي شوقاً إليها التَّذَكُّرُ


أباتُ سَهيدَ الطّرفِ ، شِرْبي و مَطْعَمي

أنِينيْ و آهاتيْ، إلى الموتِ أنظُرُ !!


فيا ليتَ منْ أهوى ترِقُّ و ليتها

بحالِ مُعنّاها المُتَيَّمِ تَشْعُرُ


ألملمُها حُبَّاً إذا الريحُ بَعْثَرَتْ

و أروي ظِماها مِنْ دِمائيْ و أُخْضِرُ


أصونُ وِدَاداً لمْ تَصُنْهُ و لمْ أزلْ

على العهدِ حاشاني أخونُ و أخْفِرُ


إذا غَلَّقَتْ بابَ الوِصالِ و أنْكَرتْ

فإنَّ فؤاديْ مُشْرَع البابِ مَعْبَرُ


أبادِلُها قُرْباً إذا أبْدَتِ الجَفا

و أعفو ، و أُبْدِي الْإعْتِذارَ و أغفِرُ


فَ(للهِ) ما أقسى الجوى ما أمرَّهُ

و مِنْ حُرْقَةِ الْأشْواقِ (اللهُ) أكْبَرُ


إذاكانَ حُبّيْ يا (بلادي) مُعَذِّبي

رضيتُ بأقداريْ ، فَلا أتَضَجَّرُ


فما الحُبُّ إنْ لمْ أشْرَبِ الوَجْدَ راضِياً !!

و هلْ خلَّدَ العُشّاقَ إلاّ التّصَبُّرُ !!


# عبد الحكيم المرادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق