جلست بخاطري ...
*****************
سَبتني مِن مَلاحتِها الوُعودُ ... وخِلتُ سَعادتي منها تعودُ
وبتُّ مُعانِقاً أهدابَ حُلمي ... وحَوْلي ما تعَطِّرُهُ الوُرُودُ
كأني ما انتهيتُ الأمسَ منها ... ولم يَبْرَحْ مُخيّلتي الصُّدودُ
تقولُ ظلمتني وأقولُ كلَّا ... أقولُ وفي الهوى مِنكِ الشهودُ
ولكني أوَدُّ الوَصْلَ منها ... كأن الوَصْلَ مِن هَجْرٍ وَليدُ
عجيبٌ أمْرُ مَن يهوى ويُخفي ... فباعُ الحُبّ والنجوَى مَدِيدُ
ومَن يدري سَيجهلُ بعدَ حينٍ ... ومَن يرضَى يُعذِّبهُ الحَسودُ
ولست بقانعٍ بالعقلِ دوماً ... أرى الأحلامَ مِن عَبَثٍ تسودُ
ملاكي يا حَبيسَ الحُزنِ هيَّا ... ورَفرفْ لن يُشاطِرَكَ الوُجودُ
بسَكرَةِ يائسٍ تصبُو سعيداً ... ولو مَرْمَى السعادةِ لي بعيدُ
جلستُ بخاطري أقتاتُ شِعراً ... فأسمَعني من الذكرى لبيدُ
مُعلَّقةً عن الدِّمَنِ الخوالي ... بقافيةٍ من النشوى تميدُ
فكنت كما الذي يلقى صديقاً ... ويسعى بيننا إرْثٌ تليدُ
حديثُ الشِّعرِ مَوزونٌ مُقفَّى ... مِن الدنيا وما اصطنعت شريدُ
تبادلنا بأرضِ الفنِّ قولاً ... عسى الأيامُ تجمعُ ما نريدُ
********************
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق