هروب
******
{ رُدِّي إلىَّ الصِّبا إن كنتِ فاعِلةً } ... هَزْمُ المَشِيبِ اشتهى مِنّي إجابتهُ
مُذَبْذبٌ بين أحداقٍ بلا خَفَرٍ ... ولهوِ قلبٍ غوَى يرجو صبابتهُ
سهمُ المنيَّةِ مِن قوسٍ لها انطلقت ... لا تنظُري بغتةً يوماً إصابتهُ
ودَعْكِ مِن سَكْرَةٍ تعلو مشاعِرنا ... وعاذلٍ في الهوَى يدعو عِصابتهُ
وشاعرٍ مُغرَمٍ يهوَى بخاطرهِ ... ومِن سَمَاعِ الأُلى يُغري رَبابتهُ
وأنتِ في مَيْعَةٍ مِن دِفءِ عاطفةٍ ... والشِّعرُ مِن سِحْرهِ نهوَى غرابتهُ
إيَّاكِ مِن زَهرَةٍ في رَوْضِ أحرُفِهِ ... إيَّاكِ أنْ تدخلي بالوَهْمِ غابتهُ
صوت الخيالِ لهُ في الشِّعرِ مَنزلةٌ ... جُبُّ الحقيقةِ مَن يُبْدِي غيابتهُ
فاستبطأت رَدَّها بل طالَ شاردُها ... كأنها ما وَعَت يوماً رَتابتهُ
هذا الذي رَاعني يوماً بقامَتِهِ ... والقلبُ في وَصْفِهِ أعيا لُبَابتهُ !
وَدَّعْتُ ذاك الهوَى بالرَّغمِ مِن شغفي ... والقلبُ دونَ الجوَى يُبدي صلابتهُ
********************
الشطر الأول من البيت الأول للبحتري
بقلم سمير حسن عويدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق