السبت، 5 مارس 2022

الفِراق...بقلم سمير حسن عويدات


 الفِراق

*****

{ أمَّا الفرِاقُ فإنهُ ما أعهدُ ... هو توأمِي لو أنَّ بَيْناً يُولدُ }

لكنني لي لمحَةٌ في وَصْفِهِ ... بين الأحِبَّةِ رُبَّما لا توجَدُ

ما النفسُ إلا رَغبةٌ لا تنقضِي  ... والحُبُّ فيها عابدٌ لا يزهَدُ

ما همَّهُ قبْضٌ وبَسْطٌ في الهوى ... أو رَافِضٌ مِن طرْفِ عَينٍ يَرْصُدُ

إسمَعْ لِلُبِّ حقيقةٍ مِن قلبهِ ... ما هَمَّني نارُ الصَّبابةِ توقدُ

في الصَّدرِ أرْوِقةٌ تبوحُ لسائلٍ ... عن عالمٍ مِن لهفةٍ لا تنفدُ

أحببتُ حُبَّ الحُبِّ دونَ غَضَاضَةٍ ... مِن أيِّ رَوْضٍ زَهْرُهُ يتوَرَّدُ

حتى ولو شجَّ الفِراقُ بقلبهِ ... جُرحاً تألَّمَ ثمَّ عادَ يُغرِّدُ

فغداً سيلقى مَن هواها قابلٌ ... مِنِّي ومِنها ما السَّذاجةُ تجْحَدُ

ما شابَ مَن رَامَ الحياةَ بقلبهِ ... أمَّا العقولُ بحِرْصِها تتبدَّدُ

دَوْماً تُريدُ صَراحةً وتأدُّباً ... ورَهيفَ نَصْلٍ حَدُّهُ لا يُغمَدُ

أمَّا القلوبُ فبالجُنونِ حِوارُها ... تهوَى وتقبلُ ما يريدُ المَوْعِدُ

حتى ولو كان اللقا مِن صُدفةٍ ... أو خاطرٍ فيه الخيالُ يُوَسَّدُ

القلبُ قلبي لا مَلاذَ مِنَ الهوى ... وَهْوَ العَميدُ المُسْتهامُ السيِّدُ

أيَّانَ يَحكِي كنتُ سِرَّ حديثِهِ ... أو بانَ يُفصِحُ كنتُ ما يَتَرَدَّدُ

****************

البيت الأول ما بين القوسين للمتنبي

بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق