السبت، 4 فبراير 2023

الشاعر...د.يونس


 وعلى أديمِ الأرضِ تَفْترشُ النّدى

و فؤادُها  يَهفو  لِقُربِ  لِقاءِ …


و تَهيمُ في أحلامِها عبر المدى

و تَتيهِ  في  الأصقاعِ  و الأرجاءِ


تَسعى بِلا كللٍ ويَزجرُها الصّدى

فتَنوءُ .. بالأهوالِ  .. و الأرزاءِ ..!


محزونةٌ وحياتُها ضاعتْ سُدى

والعمرُ في صدٍّ و في اسْتجداءِ


و تَسيرُ  دونَ  درايةٍ  و بِلا هُدى

و القلبُ يرقبُ لحظةَ اسْتهداءِ


تَتلمّسُ الخيطَ الذي ما أنْ بَدا

في الأفْقِ حتّى غابَ ذاتَ رجاءِ 


بَقِيَتْ بهِ ملهوفةً .. مِمّا حَدا

باللوعةِ الحرّى إلى الإعياءِ


و لِشدَّةِ الإغراقِ لمْ تَلحظْ مَدى

حبٍّ تَخفَّى في ثنايا الحاءِ


و لِذا اسْتَجارتْ بالبيانِ وَ بِالجَدا

و بِكلِّ ما يُحيي جلالَ الباءِ


فَلعلَّها بالشِّعرِ تُنقذُ ما غدا

عِبئاً تَخطَّى طاقةَ العلماءِ !


والشِّعرُ يسمو بالبلاغةِ ماعدا

ما كانَ منهُ بغيةَ استِرضاءِ !


و يَظلُّ مكتومَ القوافي مُجهَدا

مالمْ  تُغِثْهُ  قرائحُ  الأدباءِ


ما كلُّ مَن نَظمَ الحروفَ و لو شدا

يَعني بأنّهُ فارسُ الشُّعراءِ..!


أو كلُّ مَنْ سرقَ الكلامَ أوِ اعْتدى

همزاً و لمزاً … أو بِحرفِ  هجاءِ


لَقِيَ القبولَ وكان نِعمَ المُقتَدى

فالنّاسِ تُدركُ قيمةَ الأشياءِ …!

إذْ إنَّ مَن قد كانَ قَصَّرَ عَن ندى

و مضى يُعاملُ غيرَهُ بِجفاءِ


قد يَستحيلُ بلحظةٍ "كبشَ الفدا"

أو يُبتَلى بالدّاءِ و الأعداءِ


و تَنالُ منهُ يدُ الخيانةِ و الرّدى

و ثقافةُ  الإلغاءِ  و الإقصاءِ …!

——————————————-

د.يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق