وعلى أديمِ الأرضِ تَفْترشُ النّدىو فؤادُها يَهفو لِقُربِ لِقاءِ …
و تَهيمُ في أحلامِها عبر المدى
و تَتيهِ في الأصقاعِ و الأرجاءِ
تَسعى بِلا كللٍ ويَزجرُها الصّدى
فتَنوءُ .. بالأهوالِ .. و الأرزاءِ ..!
محزونةٌ وحياتُها ضاعتْ سُدى
والعمرُ في صدٍّ و في اسْتجداءِ
و تَسيرُ دونَ درايةٍ و بِلا هُدى
و القلبُ يرقبُ لحظةَ اسْتهداءِ
تَتلمّسُ الخيطَ الذي ما أنْ بَدا
في الأفْقِ حتّى غابَ ذاتَ رجاءِ
بَقِيَتْ بهِ ملهوفةً .. مِمّا حَدا
باللوعةِ الحرّى إلى الإعياءِ
و لِشدَّةِ الإغراقِ لمْ تَلحظْ مَدى
حبٍّ تَخفَّى في ثنايا الحاءِ
و لِذا اسْتَجارتْ بالبيانِ وَ بِالجَدا
و بِكلِّ ما يُحيي جلالَ الباءِ
فَلعلَّها بالشِّعرِ تُنقذُ ما غدا
عِبئاً تَخطَّى طاقةَ العلماءِ !
والشِّعرُ يسمو بالبلاغةِ ماعدا
ما كانَ منهُ بغيةَ استِرضاءِ !
و يَظلُّ مكتومَ القوافي مُجهَدا
مالمْ تُغِثْهُ قرائحُ الأدباءِ
ما كلُّ مَن نَظمَ الحروفَ و لو شدا
يَعني بأنّهُ فارسُ الشُّعراءِ..!
أو كلُّ مَنْ سرقَ الكلامَ أوِ اعْتدى
همزاً و لمزاً … أو بِحرفِ هجاءِ
لَقِيَ القبولَ وكان نِعمَ المُقتَدى
فالنّاسِ تُدركُ قيمةَ الأشياءِ …!
…
إذْ إنَّ مَن قد كانَ قَصَّرَ عَن ندى
و مضى يُعاملُ غيرَهُ بِجفاءِ
قد يَستحيلُ بلحظةٍ "كبشَ الفدا"
أو يُبتَلى بالدّاءِ و الأعداءِ
و تَنالُ منهُ يدُ الخيانةِ و الرّدى
و ثقافةُ الإلغاءِ و الإقصاءِ …!
——————————————-
د.يونس ريّا
السبت، 4 فبراير 2023
الشاعر...د.يونس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق