(الربيع)
برق ورعد في السماء يزمجر
والريح عاصفة وغيث يقطر
واريج اتربة يفوح كأنه
ارواح ورد بعد موت تنشر
وكأنها تلك الغيوم عرائس
والدر من أعناقهن يبعثر
غيث اغاث الله فيه عباده
بسطوا له أيدي الرجاء وكبروا
فاستبشروا بالغيم وهو مقطب
وتبسموا عند اللقاء وشمروا
واستبدلت كل المروج ثيابها
من سندس والوشي ورد أحمر
وكأن حبات الندى بعذوقهن
ن قلائد حباتهن الجوهر
وكأن اطيار البراري نسوة
قعدت تمشط شعرها وتظفر
وترى الزروع مميلة أعناقها
سجدت لخالقها وبتنا نشكر
واذا يمر بها النسيم تماوجت
اعناقهن كما تموج الأبحر
فمتى ستبرق في العيون عيونه
والقلب في رعد الوصال يبشر
ومتى يعود ربيع حب والجفى
كالريح تكنس حلمنا وتدمر
ومتى تغرد في الخيال طيوره
وغراب بين للبيان ينقر
ضاعت أمانينا وضعنا والهوى
مازال ينكأ جرحنا ويذكر
والحب ما وعد الأحبة فرحة
كتب الأحبة بالدموع تسطر
فلترحمي من جف دمع عيونه
مذ كل احباب الفؤاد تهجروا
وعلى خدوده أثر دمع مثلما
خطت أخاديد التراب الانهر
قد بات قلبي بعدكم متصحر
والعين غائمة وليست تمطر
ابراهيم عمر سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق