لقاء
حار السُّؤالُ ولا سؤال سواكِ
فتعوَّدي أنْ تكرمي أسراكِ
وتعلَّمي أنَّ المحبَّةَ نهجُها
بذل المكارم لاخيال الحاكي
وتأكَّدي أنَّ المحبَّ مغامرٌ
لن تخدعيهِ بحِليَةِ النُّسَّاكِ
في كفكِ الألغاز أبسطُ حيلةٍ
فلَكَم تصَابَتْ بالهوى يُمناكِ
أَوَتَجعلي صفوَ النَّوايا لُعبةً
يلهو بها عندالرحيل شذاكِ ؟
ما كنتُ في قلقي عليكِ بمدعٍ
حتَّى أُمَنِّي مقلتي مرآكِ
إيَّاكِ أن تدعي الهواجسَ تكتسي
نُبلَ الصِّفات وفضلَها إيَّاكِ
فلَكَم لأجلكِ بات طرفي مُسهدًا
ولَكَم فؤادي تاهَ في دنياكِ
إنَّ المحبَّ إذا جفاهُ حبيبهُ
ضعفتْ لديهِ مدارك الإدراكِ
فهَبي الدَّليلَ لهُ إذا ضلَّ الهوى
وقِفي على الُّلقيا بغيرِ عِراكِ
****
يا غادةَ الأحلام روحُكِ مُثقلٌ
بالأمنيات ودمعُ عينكِ باكِ
فلمَ التَّوجُّس من مقاليد الهوى
أوَليس في حضن الهوى مأواكِ؟!
فسلي سكون الليل عن أنَّاتهِ
واستفسري عن ذروة الأحلاكِ
وتسمَّعي ريحَ الصَّبا إن أقبلَتْ
والنَّوحَ والنَّجوى وشكوى الشاكي
وترقَّبي النَّسمات في خلواتها
واستوعبي الأخبار عن مُضناكِ
ماكان لي بعد الصُّدود بأوبةٍ
لولا شجونٌ في النَّوى ترعاكِ
****
لمَّا التقينا والهواجس جمَّةٌ
لم يعن لي من أمرها إلًَاك
فازداد من بعد الهُيام توَلُّهًا
قلبي الذي سأم الهوى لولاكِ
ولمحتٌُ في عينيكِ سرَّ تردُّدي
وتزاحمتْ في مهجتي ذكـراكِ
فتَعثَّرتْ بفمي الحروف وغادرتْ
لغةُ العِتابِ فنابَ صوتُ هَوَاكِ
وتجادلا عبثًا خصامُكِ والهوى
فتلقَّفَتْ أمر الهوى عيناكِ
وتساقطتْ بيني وبينكِ أدهرٌ
وَهَنَتْ من العثرات والأشواكِ
وسألتُ في أسفٍ وأنتِ عليلةٌ
يامنتهى الأوجاع ما أبكـــاكِ ؟!
أَعدَدتُ للُّقيا عِتابًا حاسِمًا
لَكنْ جُموح الشَّوقِ قَد أَعفَاكِ
ولمَحتُ في شَفَتَيْكِ إشراق الهوى
وتَرَاقُصَ الأَقْمَــــــارِ وَالأَفْــــلَاكِ
والزَّهر يَنشُقُ في لماكِ أريجَهُ
وَشَذَا المُنى تنساب مِن رَيَّاكِ
فتَعانَقَتْ روحِي وروحُكِ خِلسَةً
خَـوفَ الرَّقِيبِ وَخِشيَةَ الإِدرَاكِ
مِن بَعدِ ما كان العِتَابُ صَحائِفًا
أَمْسى سَبِيلي في الغرامِ رِضَاكِ
عبدالحميد العامري
الأربعاء، 9 يونيو 2021
لقاء... بقلم الشاعر...عبد الحميد العامري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق