مـن وحـي الإمـام عـلى رضي الله عنه.. بقلم الشاعر... عبد العزيز بشارات

 مـن وحـي الإمـام عـلى رضي الله عنه

_______________________

أطــلـق عَـنـانَك لـلأشـعار فــي الـصّـغر.

يـخـتـالُ شــعـرُكَ بــيـن الـعـود والـوتـر

وهـــــذّبِ الــشـعـرَ ألــفـاظـاً وتــجـربـةً

وكــن حـريصا عـلى مـا فـيه مـن عـبرِ.

الـشـعـر كـالـطـفل إن غـذّيـتـه قُـطـفَت

مـنـه الــورودُ وطـابـت روعــةُ الـصـور.

لا تَـخـذلِ الـشـعر حـتـى لا تـضـيق بـه.

وعــالـج الـنّـص قـبـل الـعـرضِ بـالـنظر

أنـــت الـمـهـيمنُ فـــي يُـمـناك مـقـبضُه

فـــإن غَـفـلـتَ يــتـوه الـشّـعـرُ بـالـحُـفر

الــشــعـرُ يُــخــلـقُ بـــالإبــداع مــتّــزرا

فــيـه الـحـنـانُ فـــإن جــافـاه لــم يُـنِـر

حـسّـن قـوافيكَ واجـعل بـين أسـطُرِها

نــبــعَ الــمــودة صــفــوا دونــمـا كَـــدر

كــــم شــاعــرٍ خـــطّ أشــعـاراً ونَـمّـقـها

حــتـى اسـتـحالت كـأغـصانٍ بــلا ثـمـر

فــلــم تَــــرق لـسـلـيم الـــذوقِ قـافـيـةٌ

مـنـهـا .وغــابـت بـــلا حـــسٍّ ولا خَـبـر

الـشـعر مــن نـبَـضاتِ الـقـلب نـحسبُه .

كـالـطـفل يـنـمـو مـــع الأيـــام والـعُـمُـر

فــراقـب الـطّـفل غـضّـا كــي تـقـرّ بــه.

عـيـناكَ عـند اشـتداد الـعود فـي الـكبر.

وكُــــن حـكـيـما رقـيـقـا حــيـن تُـلـقِـمه

ثــــدي الــحـنـان ولا تُــغـرقـه بــالــدُّرر

ولا تـلـقّـن وكُـــن فــي الـخـير قُـدوتَـه.

لا تُــكــثـرنّ مــــنَ الأشــــواك والإبــــر.

إن الـسلاسةَ روحُ الـحرف مُـذ خُلقت .

فـكـن رقـيـقا وكــن دومــاً عـلـى حـذر.

مـــا أدركَ الــمـرءُ جـاهـا فــي تـقـاعُسِه

ولا تـــعــجّــلَ إلّا حُـــــــفّ بــالــخــطـر

*********************

عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين