الأربعاء، 9 يونيو 2021

إذا رمتَ السلامة... بقلم الشاعر...طالب الفريجي


 إذا رمتَ السلامة

..............................

كفى يا موطني طولَ التجافي

فقد أسكنتُ حبّكَ بالشغافِ

ومن طول الأنين نزفتُ قلبي

وأجهدتُ اليراعةَ والقوافي

وأجريتُ المدادَ دمي ودمعي

وحرفي لا يخطُّ سوى العَفافِ

فما لكَ كلمّا خمدتْ وخفّتْ

أجَجتَ أوارَها وركضتَ حافي

ومالكَ من ذُرى العلياءِ تهوي

إلى قاعِ التشرذمِ والخلافِ

وتُسلِمُكَ الخطوبُ إلى الرزايا

وتذروكَ العواصفُ والسوافي

وأهلكَ ما رأوا عيشاً كريماً

وأغلبهم يعيش على الكفافِ

وحكّامٌ عليكَ بغوا وجاروا

ونهرُ دماكَ ظلَّ بلا ضفافِ

وسيفكُ لم يزل في الغمد يبكي

على زمنِ الغماغم والقطافِ

فماذا لو نهضتَ الآن حرّاً

وألحقتَ القوادمَ بالخوافي

تجدُّ السيرَ تقتحمُ المنايا

لتلقى في نهايتهِ التعافي

وإلّا فانتظرْ طوفانَ نوحٍ

وزورقكَ المهلهلِ غيرُ كافِ

وأمواجُ العبابِ على اضطرادٍ

وأهوالٌ تصيبُكَ بالرعافِ

لقد أفنيتَ عمركَ في ظلامٍ

فَمِن سبعٍ عُجافِ إلى عُجافِ

طالب الفريجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق