الأربعاء، 14 يوليو 2021

عرّافتي... بقلم الشاعر...ضمد كاظم الوسمي


عرّافتي

*******

عَرّافَتي رَشَفَتْ طِلى فِنْجاني

لا تذْكُرَنَّ اسْمي ولا عُنْواني

*

خُذْ بُنَّكَ الْمَلْفوفَ في سيجارَتي

مِنْ تِبْغِها الْمَشْبوبِ بِتُّ أُعاني

*

خُذْ لَحْنَكَ الْمَعْزوفَ في قيثارَتي

آنَ الْفِراقُ حَذارِ أنْ تَهْواني

*

دَعْ في الْمُنى عَطِري ودعْ قارورَتي

واكْتُمْ أحاديثَ الْجَوى وانْساني

*

إيّاكَ تشْربَ في الصَّبابةِ خمْرَتي

هذي شُروطي للْمُحِبِّ الْعاني

*

قالتْ أَحقّاً لُمْتَني يا عاذِلي

أَفَما تَرى كَيفَ الْجَمالُ سَباني

*

إذْ صادَني صَبٌّ بِنَوْرِ غُرانِقٍ

قُلْ كَيفَ لو كَأْسَ الْوِصالِ سَقاني

*

صَيدُ الْهوى أنَا لا تَقولي صائداً

سَهْماً رَماني في لِقاكِ زَماني

*

فَبَهاكِ أثْمَلَني وَصارَتْ في الدُّنا

عَيناكِ مَصْدَرَعِزَّتي وَهَواني

*

وكَتَمْتُ عَنْكِ لَواعِجي قالتْ أَنا

يا صاحُ أَوْلى مِنْكَ بِالْكِتْمانِ

*

جُبْتُ الْبِحارَ أَعومُ في أعْماقِها

دَهْراً بِلا سُفُنٍ وَلا سَفّانِ

*

وَمَضَيتُ أبْحَثُ عَنْ تُخومِ جَزيرَتي

فَوَجَدْتُها رَوضاً عَلى الْحِيتانِ

*

سُلطانُها مَلَكَ الْقُلوبَ بِشِعْرِهِ

وسَطا عَلى الأْلْبابِ بِالْوِجْدانِ

*

ياسَيّدي أَمْطرْ عَلَيَّ قَصيدَةً

في حَرْفِها الْوَسْميُّ كَالْوَسْنانِ

*

ألْحِبْرُ أَوَّلُها وَأوسَطُها صَدى

لَحْنٍ وَآخِرُها عَلى الْأغْصانِ

*

وتُغازِلُ الأوراقَ في أشْجارِها

وتُراقِصُ الْأسْماكَ في الشّطآنِ

*

وَسَلِ الْزُهورَ عَنِ النّدى مِنْ قُبْلَةٍ

في الشَّوقِ تبْحَثُ عَنْ رَبيعٍ ثانِ

*

إدْعُ الْفَراشَةَ لِلرّحيقِ وَوَرْدِهِ

وَدَعِ الْخَريفَ بِرَمْلِهِ الظَّمْآنِ

*

هَيهاتَ ياعَرّافَتي أمْسى الْهوى

سِرّاً تَمَلَّكَهُ غَزالُ الْبانِ

*

باللّحْظِ أرْداني وَوَلّى شارِداً

لكِنَّهُ في لْفْتَةٍ أحْياني

*

ضمد كاظم الوسمي

 شاعر العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق