... رحلةُ الخمسين ...
ياقابضَ الجمرَ رِفْقًا من لظَى النارِ
فقد تمادَتْ بعزْفِ الموتِ أوتارِي
ماذا.. أَيُفْزِعُكَ التغريبُ من وجَعٍ
أمْ إنَّ قلبَكَ مشدودٌ بذِي الدارِ
أُوّاهُ من واهنٍ قُضَّتْ مضاجعُهُ
وآذَنَ العمرُ توديعًا بإدبارِ
نيَّفْتَ فيها على الخمسين ياثَمِلاً
في غفْلةٍ منك مرَّتْ دونَ إنذارِ
خمسٌ وخمسون ما أَوْرَدْتَها وَشَلاً
ولا نحَوْتُ بها في دربِ أَوضارِ
شاخَتْ وما شاخَ في أوصالِها وصَبٌ
يقُدُّ منكَ الحنايا قدَّ أَشْفارِ
كنتَ النضارَةَ وجْهاً والسَنا أَلَقاً
كنتَ القشِيبَ ودرًّا بينَ أحجارِ
لكنّها صوْلةٌ للدهرِ غائِلةٌ
صالَتْ بماضٍ رهيفِ الحدِّ بتّارِ
فاسْتَأْصَلَتْ حلمَنا المكبوتَ في دمِنا
حتّى دفنْتُ بصدري كلَّ أسرارِي
ياخيبةً أنشَبَتْ في الصدرِ أَذْرُعَها
نابٌ يلوكُكَ أَو نهْشٌ بأَظفارِ
ياغصَّةً حشْرَجَتْ فانْسَلَّ عارضُها
بينَ الجوانحِ مشبوباً بأوّارِ
هذي العيونُ وحتّى الآن مانَضَبَتْ
ماخفَّفَ الوجدَ إلّا دمعُها الجاري
إنْ كنتَ أَوْغَلْتَ نأْياً في متاهتِها
يوماً ستَحدُو بذي الركبان أخبارِي
شرَّقتَ.. غرَّبْت.. أَزْرَتْ فيك مخْمَصَةٌ
لا لستَ تنكصُ عن دربٍ لأحرارِ
فإنّما الذِكْرُ ما خلَّفْتَ من أَثَرٍ
لن تمحوَ الريحُ موشوماً بآثارِ
هذي الدروبُ مضاميرٌ تنُزُّ دَماً
غيرُ الأَصائِلِ ما تعدو بمضمارِي
شاهَتْ وجوهٌ ترَى في العزِّ مهْلَكةً
وتؤْثِرُ العيشَ في ثوبٍ من العارِ
ماأَتْعَبَتْكَ سنونٌ إذْ مضَتْ خَبَبًا
كانَ الوجومُ بها من بعضِ سمّارِي
لكنّهُ الشوقُ ماينفكُّ مسْتَعِراً
لذلكَ الجرفِ إذْ يغْفُو بأَنهارِي
ياقابضَ الجمرَ عذْراً منكَ مُلْتَمِساً
لو أَثْخَنَتْكَ جراحاً بعضُ أشعارِي
........................................
الشاعر .. عماد احمد ..
.... العراق ....
الاثنين، 20 يونيو 2022
رحلةُ الخمسين ... بقلم الشاعر..عماد أحمد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق