مُناجاةُ الشّوقِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا أيُّها الشّوقُ الذي لا يَهْدَأُ ... ما شِئْتُ يومًا مِنكَ أشْفَى, أبْرَأُ
أنتَ الذي أشْعَرْتَنِي أنّي هُنَا ... أحيَا وُجُودِي في هُدوءٍ أهْنَأُ
أسعَى لِهذا الوجهِ في إقبالِهِ ... إنّي بِما في مُعْطَيَاتٍ أجْرَأُ
الشّوقُ عندي قائِمٌ في ذاتِهِ ... كالتِّبْرِ باقٍ صافيًا لا يَصْدَأُ
يَعنِي وُجُودِي لا تَرَاخٍ مُمْكِنٌ ... صَعْبٌ لِذا ما بِاعتِبَارٍ أعْبَأُ
تَبْقَى لِكَي أشتاقَ مَنْ أهفُو لهُ ... عينَ الذي يَسْعَى فِراقًا أَفْقَأُ
أنْشأتُ شأنًا في مرامِي رغبتي ... والرّغبةُ الحمراءُ مِنْها مَنْشَأُ
في واقِعٍ لا بُدَّ مِنْ إدراكِ مَا ... فيهِ لأنّ الشّوقَ حالٌ يَطْرَأُ
مِنْ كُلِّ هذا الوضعِ في أحوالِهِ ... سَيرًا حَثيثًا بِانْتِباهٍ أبْدَأُ
عَلِّي إلى مَردودِهِ في لحظةٍ ... أنسى بِها حُزْنًا ونَفْسِي تَهْدَأُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق