السبت، 5 نوفمبر 2022

بقلم الشاعر..د.يونس ريّا


وعلى رصيفِ  العمرِ أزفرُ لَهفتي

وأذوبُ في صمتٍ وأكتمُ لوعتي


أهفو إلى الذِّكرى وأسْتَجدي اللِقا

في كلِّ  ثانيةٍ … و كلِّ هنيهةِ


وأروّضُ الأشواقَ عندَ شبوبِها 

و أعافُ آمالاً تَعدّتْ قُدرتي …

قدْ كنتُ هيّأتُ المقامَ "لِفارسِ-

-الأحلامِ" مابين الفؤادِ ومُهجتي


وعقدتُ آمالي على وصلِ الحبيبِ-

-بكلِّ مافي  داخلي مِن قوّةِ


وبقيتُ أرعى الشّوقَ مُنتظِراً وصالَ-

 -الحِبِّ .. مُتَّقِياً  ذيولَ الخيبةِ ..!


لمّا يكنْ ما قدْ عراني عابراً

أو مُستطيراً أو مجرّدَ نزوةِ ..!


أفنيتُ عمريَ في تفاصيلِ الهوى

ما كانَ ذلكَ مِن  قبيلِ الصّدفةِ !


وقَدِ اخْتصرتُ الحبَّ في إيماءةٍ

ألقتْ  عَليَّ  بِظلِّها  في  غفلةِ


وشرعتُ أبحثُ في رياضِ العشقِ عن

خيطٍ يقودُ إلى غمارِ البهجةِ


وطويتُ دهراً في رحابِ الشِّعرِ والْ-

-إلهامِ مُنتظراً قدومَ الفرصةِ


و مضيتُ رغمَ الآهِ في تبيانِ نهجِ-

-مسيرتي حتّى انْضنى قلبي الفتي ..!


ياليتني في غمرةِ الأحداثِ كنتُ

قدِ اسْتَعدتُ صدى أمانيَّ التي 


لو أُنجِزَتْ  مِنْ  غيرِ  أيِّ  تلكُّؤٍ 

لتَغيّرتْ كلُّ الرّؤى في لحظةِ !

أنا في مهبِّ الرّيحِ ..بَعثرَني الهوى

والشّوقُ ..  أهدرَ كلَّ مافي جعبتي


وأراكِ قدْ أهملتِني و تركتِني

في غيهبِ الأهوالِ أشكو غربتي


أحيا على أملِ اللقاءِ بِلهفةٍ

وأعيشُ في قلقِ النّوى و تَشتُّتِي


ناري بقربِكِ جنّةٌ أسعى لها

وجهنّماً تغدو بِبُعدِكِ جنّتي

ياأيّها الحلمُ المُسافرُ .. فَلْتُفِقْ

و كفَاكَ تَغفو في قوافي اللهفةِ


كلُّ الأماني تَقتفي أحلامَها

والحلمُ إنْ أقوى! شديدُ الوطأةِ 


مازلتُ يصفعُني الهوى و ألوبُ مثلَ-

-اللوعةِ   الظّمأى  لِوردِ  الألفةِ


و أنا ألاحقُ طيفَ حلمٍ هاربٍ

مُتسكِّعٍ  مُتفلِّتٍ  مِن قبضتي


ياليتني أحظى بِصفوِ البالِ والْ-

-وجدانِ .. أو بالرّاحةِ الأبديّةِ ..!


ويقولُ عنّي النّاسُ:كانَ مُنافِحاً

عنْ حُبِّهِ .. ضحَّى  بكلِّ  عزيمةِ


وأغيبِ في غسقِ الصّبابةِ والنّوى

وأصوغُ  خاتمةً  تَليقُ  بِقصّتي .. !


وإذا سُئِلتُ لِمَ اعْتزلتُ عنِ الهوى ؟

و تركتُ نهجيَ  ثمّ  عفتُ مَسيرتي


سأقولُ إنّي اخترتُ فضَّ السِّيرةِ

و تجنُّبَ الأخطاءِ بعدَ تَعَنُّتِ .. !


و قدِ ارْتأيتُ  بأن  أحابيَ رغبتي

ومَشيئتي في الاِنسحابِ بِرفعةِ


و لِذا انكفأتُ عنِ الغرامِ وأهلِهِ

حتّى يُصارَ إلى تجاوزِ  هفوتي !


لكنّني  ماعدتُ أجدرُ  بالهوى ..

فالقلبُ قدْ أضحى بِحُكمِ الميِّتِ.

——————————————

د.يونس ريّا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق