وعلى رصيفِ العمرِ أزفرُ لَهفتيوأذوبُ في صمتٍ وأكتمُ لوعتي
أهفو إلى الذِّكرى وأسْتَجدي اللِقا
في كلِّ ثانيةٍ … و كلِّ هنيهةِ
وأروّضُ الأشواقَ عندَ شبوبِها
و أعافُ آمالاً تَعدّتْ قُدرتي …
…
قدْ كنتُ هيّأتُ المقامَ "لِفارسِ-
-الأحلامِ" مابين الفؤادِ ومُهجتي
وعقدتُ آمالي على وصلِ الحبيبِ-
-بكلِّ مافي داخلي مِن قوّةِ
وبقيتُ أرعى الشّوقَ مُنتظِراً وصالَ-
-الحِبِّ .. مُتَّقِياً ذيولَ الخيبةِ ..!
لمّا يكنْ ما قدْ عراني عابراً
أو مُستطيراً أو مجرّدَ نزوةِ ..!
أفنيتُ عمريَ في تفاصيلِ الهوى
ما كانَ ذلكَ مِن قبيلِ الصّدفةِ !
وقَدِ اخْتصرتُ الحبَّ في إيماءةٍ
ألقتْ عَليَّ بِظلِّها في غفلةِ
وشرعتُ أبحثُ في رياضِ العشقِ عن
خيطٍ يقودُ إلى غمارِ البهجةِ
وطويتُ دهراً في رحابِ الشِّعرِ والْ-
-إلهامِ مُنتظراً قدومَ الفرصةِ
و مضيتُ رغمَ الآهِ في تبيانِ نهجِ-
-مسيرتي حتّى انْضنى قلبي الفتي ..!
ياليتني في غمرةِ الأحداثِ كنتُ
قدِ اسْتَعدتُ صدى أمانيَّ التي
لو أُنجِزَتْ مِنْ غيرِ أيِّ تلكُّؤٍ
لتَغيّرتْ كلُّ الرّؤى في لحظةِ !
…
أنا في مهبِّ الرّيحِ ..بَعثرَني الهوى
والشّوقُ .. أهدرَ كلَّ مافي جعبتي
وأراكِ قدْ أهملتِني و تركتِني
في غيهبِ الأهوالِ أشكو غربتي
أحيا على أملِ اللقاءِ بِلهفةٍ
وأعيشُ في قلقِ النّوى و تَشتُّتِي
ناري بقربِكِ جنّةٌ أسعى لها
وجهنّماً تغدو بِبُعدِكِ جنّتي
…
ياأيّها الحلمُ المُسافرُ .. فَلْتُفِقْ
و كفَاكَ تَغفو في قوافي اللهفةِ
كلُّ الأماني تَقتفي أحلامَها
والحلمُ إنْ أقوى! شديدُ الوطأةِ
مازلتُ يصفعُني الهوى و ألوبُ مثلَ-
-اللوعةِ الظّمأى لِوردِ الألفةِ
و أنا ألاحقُ طيفَ حلمٍ هاربٍ
مُتسكِّعٍ مُتفلِّتٍ مِن قبضتي
ياليتني أحظى بِصفوِ البالِ والْ-
-وجدانِ .. أو بالرّاحةِ الأبديّةِ ..!
ويقولُ عنّي النّاسُ:كانَ مُنافِحاً
عنْ حُبِّهِ .. ضحَّى بكلِّ عزيمةِ
وأغيبِ في غسقِ الصّبابةِ والنّوى
وأصوغُ خاتمةً تَليقُ بِقصّتي .. !
وإذا سُئِلتُ لِمَ اعْتزلتُ عنِ الهوى ؟
و تركتُ نهجيَ ثمّ عفتُ مَسيرتي
سأقولُ إنّي اخترتُ فضَّ السِّيرةِ
و تجنُّبَ الأخطاءِ بعدَ تَعَنُّتِ .. !
و قدِ ارْتأيتُ بأن أحابيَ رغبتي
ومَشيئتي في الاِنسحابِ بِرفعةِ
و لِذا انكفأتُ عنِ الغرامِ وأهلِهِ
حتّى يُصارَ إلى تجاوزِ هفوتي !
لكنّني ماعدتُ أجدرُ بالهوى ..
فالقلبُ قدْ أضحى بِحُكمِ الميِّتِ.
——————————————
د.يونس ريّا
السبت، 5 نوفمبر 2022
بقلم الشاعر..د.يونس ريّا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق