قبرُ التنائي
سالت على وجناتها الدمعاتُ
وتنهدتْ . وتعالتْ الخفقاتُ
وقفتْ وأطرقتْ الصبيحةُ برهةً
وتعثرتْ بدموعها الكلماتُ
مدتْ يداً من ألفِ عامٍ تشتهي
وتضرعتْ في عينها النظراتُ
وتخللتْ عبر العناقِ بأضلعي
فاسَّاقطتْ من خاطري السنواتُ
نارٌ تَأَجَّجُ فَجَّرتْ بركانها
لمَّا علتْ ضحكاتَها الآهاتُ
هل أنتَ حقاً ها هنا يا قاتلي ؟
أمْ أنّهُ طيفٌ لهُ سكراتُ !
وَأدَتْ مناهلَ أحرفي في مهدها
وتأودتْ من حرِّتي العبراتُ
فأجبتها دمعاً تساقط واجداً
وتزاحمت في عينيَ الغيماتُ
ها قد أتيتُ حبيبتي قالتْ يدي
لمَّا أحستْ دفئها الوجناتُ
رَنَتْ الدموعُ إلى الدموعِ وأنصتتْ
لأنينِ زفراتِ الهوى الساعاتُ
لا تغضبي مني فإني مرغمٌ
وترٌ تراودُ صوتَهُ النغماتُ
لكنني كالطيرِ يعشقُ عشَّهُ
مهما تباعدُ دربَهُ الرحلاتُ
حتى وإنْ دنتْ الصغائرُ إنني
بَشَرٌ تُكَفِّرُ ذنبَهُ الصلواتُ
مهما تعاقبتْ السنونُ فأنتِ لي
وطنٌ إليهِ تقودني الطرقاتُ
مهما تعذَّرَت الوسائلُ في اللقا
بجمالها تتألقُ الغاياتُ
إنَّي إذا أرخى الظلامُ سدولَهُ
أملٌ تراود طيفَهُ المشكاةُ
فضعي على قبرِ التنائي وردةً
فالبعدُ موتٌ واللقاءُ حياةُ
إنِّي رجوتك داعياً يا منيتي
غيثاً تناجي طيفَهُ الفلواتُ
صوني جنان الحبِّ بين قصائدي
فلقد بدتْ من دونكِ السوءاتُ
يا فتنتي : من عادَ يوماً نادماً
فازت على سيَّاتِهِ الحسناتُ
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق