الأربعاء، 5 مايو 2021

اليوم عاد **الشاعرة **سعيدة باش طبجي

☆●《 اليوْمَ عادَ...》●☆

لمْ يَدْرِ كَيْفَ سَمَتْ بِهِ الأشوَاقُ
أوْ كيْفَ رَفَّ بِخَافِقَيْهِ بُرَاقُ

أو كَيْفَ نَامَتْ عَيْنُ أشْبَاحِ الدُّجَی
وَ صَحَتْ عَلَى فَجْرِ النَّدى الأحدَاقُ

هَذَا الّذِي امْتَدَّتْ دُرُوبُ حَنِينِهِ
حَتَى تَرَامَتْ نَحوَها الآفَاقُ  

قَلْبِي الّذِي أَزْرَتْ بِهِ أشْوَاقُهُ
دَهْرًا و شَفّتْ جِيدَهُ الأطْوَاقُ

نَبْضِي الّذِي شَطَبَتْهُ أسْفَارُ الهَوَى
و مَحَتْهُ مِنْ مَتْنِ المُنَى الأوْرَاقُ

لم يَدْرِ كَيْفَ رَمَتْ بهِ أقْلَامُهُ 
يَوْمًا و مَجَّتْ ذَوْقَهُ الأذْوَاقُ

و تَناسَلَتْ في جَوْفِهِ أوْهَامُهُ
حَتَّى غَزَا نَبضَ الوَرِيدَ  بُهاقُ

و بِمُقْلتَيْهِ تَحَجَّرَتْ أحلَامُهُ
حَتَّى تَكَلَّسَ نَبْعُها الدَّفَّاقُ

و اغْتَالها بالعُقْمِ  إزْمِيلُ الوَنَى
و خَبَا علی عَتَبَاتِها الإشْرَاقُ
 
فَتَخَضَّبَتْ بنَجِيعِها كَفُّ الثَّرَى
وتَعَفّرَتْ بحُطامِهَا   الأنْفَاقُ

             ●☆●

..اليَومَ عَادَ إلَى خَمائِلِ عِشْقِهِ
و زَهَا بأفْنَانِ الجَنَى الدُّرَّاقُ

و تَفتَّحَتْ أكمَامُ وَرْدَاتِ الشَّذَا
و تَمَخَّضَتْ عَن طَلْعها الأعْذَاقُ

و تَوَرَّدَتْ منْ خَمْرِها عيْنُ الهوَى
و تَحَرَّرَتْ مِنْ جمْرِها الاؔمَاقُ

.. اليَومَ عَادَ إلى الضِّياءِ كَأنَّمَا
 مَا رَانَ منْهُ علَی الجَبِينِ مُحَاقُ 
  
 كَلَّا و لَا كَانَتْ دِنانُ سُلافِهِ
يَوْمًا عَلَى رُصُفِ الفِرَاقِ  تُرَاقُ

فلْيَهْنَأْ الهُدْبُ المُتيَّمُ بالرُّؤَى
و لْيُدْفِءْ النّبْضَ العَمِيدَ عِنَاقُ

و علَى سَريرِ العِشْقِ فلْتغْفُ 
الحُرُوفُ قَريرةً وَ وِسَادُها الآفَاقُ

ولْتَشْدُ "للشّابِ الظّريفِ" * قَصِيدةً
 ترْوِي الحَناجِرَ...مِلؤُهاالأحدَاقُ :

"لا تُخْفِ ما صَنَعتْ بِكَ الأشْواقُ"
"وأشْرَحْ هَوَاكَ فَكُلُّنا عُشَّاقُ" *

                 《سعيدة باش طبجي☆تونس》
                            26 أفريل 2021

*تضمين : مطلع قصيدة الشاب الظريف الشهيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق