الأربعاء، 16 يونيو 2021

* عمرٌ بفكِّ الزمان*... بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * عمرٌ بفكِّ الزمان*


ذوى العمرُ وانجذت عليه براعمُه

هُزِمتُ فيا تعسًا لتلكَ هزائمُه


وجدَّتُ سدودًا قد بناها لأهلِهِ 

ركامُ زمانٍ والمخيفُ تراكمُه


أصدُّ تفاهاتِ الزمانِ فإنّها

بقايا كؤوسٍ من ذميمٍ نمائمُه


فمستفرَغٌ جيبٌ وسارقُ زهرةٍ

فلم تُغنِنا لمّا بحثنا مناجمُه


قرأنا ولا زلنا نتابعُ درسَهُ 

فما نفعت إلّا هناكَ براشمُه


يعانقُ أطفالُ المزابلِ لقمةً

وغصّت بسُفراتِ اللصوصِ ولائمُه


فكَلكَلَ بؤسٌ فاستقرّ بثقلهِ

فأمسى لباسُ البائسين يلائمُه


نهيمُ بإيوانِ الزمانِ فإنّهُ

ترابٌ تذرّى فابتأسنَ هوانمُهُ


نُطمطِمُ سواءاتٍ وندفعُ طخيةً

بَلغن بنا فوقَ الأهاتِ طماطمُه


سلامٌ لنا والقانطونُ بحيّهِ

فذاك تهاوٍ إذ قضتهُ سلالمُه


نقيمُ به ردحًا فخوفٌ وغربةٌ

وظلَّ يدوّي كالبغاثةِ ناقمُه


يطوّقُ أهلينا بنارٍ أعدّها 

فلم ينجُ أسيادٌ وثَمَّ طواقمُه


وليس لعوذاتِ الزمانِ منافعٌ

فما تغني من سوءٍ ببابٍ طلاسمُه


ستحصلُ ما تبغي من الكربِ والشجى 

وتأتي بلا جهدٍ إليك شتائمُه


ولم يعتلِ إلا الجناةُ منابرَ

وإذ يرتدي ثوبَ القضاءِ بهائمُه


فأنتَ له تمشي بحبلٍ يجرُهُ 

فرغمًا تماشيه ورغمًا تناغمُه


بقنطارهِ سالت دماءُ كرامةٍ

وجارت على عرضِ النساءِ دراهمُه


ستُمسي أسيرًا إن جمعت نقودَهُ

فلا تبتئس إذ أنتَ أصلًا غنائمُه


هو النابُ والغيلانُ إذ عدَّ جيشَهُ

فأضحى بلا خيلٍ تضرُّ قوائمُه


زعيمٌ فمنقادٌ إليه فريقُنا 

فلا خيرَ فيما اسدلتُهُ مزاعمُه


أزالَ أمامي كلَّ شيءٍ ألفتُهُ

فيا حزني في عمرٍ تداعت معالمُه


فأيُّ مكانٍ في الدُنا صارَ ملكَهُ

وحيثُ بلادُ العالمينَ عواصمُه


يقاسمُنا دونَ اللجوءِ لقسمةٍ

ويضحكُ منّا حينَ كنَّا نقاسمُه


ومن رامَ يستغني فتلكَ هباتُهُ 

سيُفلحُ بوّابٌ ويُفلحُ خادمُه


إذا كنتَ تبغي من حياةٍ كرامةً

فلستَ بصنديدٍ إذا ما تزاحمُه


ولست بمهيابٍ إذا ما تركتَهُ 

ولستَ بغطريفٍ إذا ما تخاصمُه


فإن كنت مكلومًا فسدّد برميةٍ

تُردُّ بلا خوفٍ عليه مكالمُه


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأربعاء/ ١٦/ ٦ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق