الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

بغداد مهلا.. بقلم الشاعر...ضمد كاظم الوسمي


 بغداد مهلا

*

بَغْدادُ مَهْلاً إِنْ نَدَبْتِ غِيابي 

 أَنَا مِنْ لِحاظِكِ سالَ دَمْعُ إِيابي

*

مُذْ صِرْتِ أَنْتِ الْجُرْحَ يَنْزِفُ لَوْعَتي

ما رَدَّني يَوماً إِليكِ عِتابي 

*

مُذْ صارَ في قَلْبي غَرامُكِ عَنْدلاً

 أَو نَسْمَةً تَغْفو عَلى أَهْدابي

*

مُذْ صارَتِ الأَشْعارُ تَعْزُفُ في اللِّقا

تَرْنيمَةً تُذْكي سَعيرَ عَذابي

*

لا تَمْسَحي حُزْني لِأَنَّكِ لاعِجي 

بَلْ دَمْعَةٌ مَلَأَتْ  كُؤوسَ شَرابي

*

بَغْدادُ جِئْتُ وَفي هَواكِ أَلَمَّ بِي 

جُرْحٌ يُواريهِ تُرابُ ثِيابي

*

وَغَفا عَلى خَدَّيكِ كَأْسُ مُدامَتي 

فَتَلاثَما وَسَقى لَماكِ رُضابي

*

أَنَا سِنْدِبادُ سَفينَةٍ لا تَهْتَدي

وَالْبَحْرُ قَدْ أَعْشاهُ بَرْقُ سَحابِ

*

فَوَجَدْتُ نَجْمَكِ يَنْجَلي مُتَمَلْمِلاً

وَيُشيرُ لِي لا تَمْشِ خَلْفَ سَرابِ

إِنْ أَشْرَقَ الْحَدَثانِ أَنْتِ ضِياهُما

فَالْبَدْرُ أَنْتِ وَأَنْتِ شَمْسُ هِضابي

*

بَغْدادُ نَهْرُكِ وَالنَّخيلُ خَمائِلي 

 ضَفَتاهُ تُنْدي دَهْشَتي وُعُجابي

*

فَنَظَمْتُ في عَينَيكِ أَلفَ قَصيدَةٍ

وَنَسَخْتُ مِنْ سَحْرَيكِ أَلْفَ كِتابِ

*

ما رَفْرَفَتْ مَعَ وَرْدَةٍ عُصْفورَةٌ 

 إلّا هَوى طَيرٌ عَلى الْأَعْنابِ

*

في كُلِّ عُنْقودٍ يُفَتِّشُ في الْجَنى

 مِنْقارُهُ عَنْ سُكْرَةِ الْأَنْخابِ

*

بَغْدادُ أَضْواني عَليلُ هَوائِها 

 وَنَميرُها أَذْوى زُهورَ شَبابي

*

أَجْلَيتُ مِنْ عِلْمِ الْجَمالِ مَفاتِناً

وَبَهاؤُها في الْحُسْنِ فاقَ حِسابي

*

وَعَلى نَضارَتِها تَكالَبَتِ الْعِدى

حَسَداً مِنَ الْأَغْرابِ وَالْأَعْرابِ

*

إِنْ يَخْطِفُ التَّكْفيرُ فيها خَطْفَةً 

 يَتْبَعْنَهُ مِنْ ثاقِباتِ شِهابِ

*

وَتَظِلُّ بَغْدادُ الْحَضارَةِ مَوئِلاً 

 لِلْعِلْمِ وَالْأَخْلاقِ وَالْآدابِ

*

بَغْدادُ في كُلِّ الْعُصورِ أَميرَتي

وَحَبيبَتي في أَوبَتي وَذِهابي

*

ضمد كاظم الوسمي

العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق