(( القمراء ))
الحبُّ يجمعُ والخطوبُ تُفَرِّقُ
والبُعدُ يعصِفُ بالمُحِبِّ ويحرقُ
وغيابُ من أهوى يُذيبُ حشاشتي
والشوقُ يهتكُ مُهجتي ويُمَزِّقُ
عبثاً أُعَلِّلُ خافقي بخيالها
فيزورُ طيفٌ للمنام يُؤرِّقُ
قلبي أسيرٌ في الغرامِ وحبها
قدرٌ عليَّ بهِ أهيمُ واعشقُ
حسناءُ فاقَ الفاتنات جمالُها
وقوامها يسبي العقول ويسرقُ
عذراءُ تزهو بالجمال تَدَلُلاً
زهرُ الجمالِ بخدها يتفتقُ
حوراءُ ترنو بالهوى أحداقُها
كم تأسِرُ الألبابَ حين تُحَدِّقُ
من حسنها غارَ الهلالُ وأقسمتْ
شمسُ الزمانِ بأنها لا تشرقُ
ناديتها فَرَنَتْ يُزاورُ طرفها
وكأنهُ بلسانِ حُبٍّ ينطقُ
فسألتها عن إسمها قالت أنا
قمرٌ على أفقِ الجمالِ أُحَلِّقُ
فدنوتُ منها ثم قلتُ لها أيا
قمراءُ إني في المفاتن أغرقُ
رِفقاُ بقلبِ مُتَيَّمٍ مُتَلَهِّفٍ
لُطفاً بهِ فدموعُهُ تَتَدَفَّقُ
قالت : تَجَلَّدْ كُنْ قوياً شامخاً
فَلَعَلَّ حُلمكَ في الهوى يتحققُ
مهلاً ، فأنظارُ الوشاةِ عذولةٌ
والحاسدون قلوبهم لا تشفقُ
فمضت كظبيٍ خائفٍ مُتَرَقِّبٍ
وعبيرها حولي يفوحُ ويعبقُ
4/1/2020
الشاعر/عبده مجلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق