مع الشاعر السوري
حذيفة العرجي
"لقاءٌ سريع في محطة قطار"
.
.
على غفلةٍ منها وقفتُ جوارها
أُريدُ قطاري.. وهْيَ تَبغي قِطارَها
.
وكنتُ وحيداً حينَ كانتْ قبيلةً!
تُكفكفُ بالكفِّينِ شَعراً أحارَها
.
تُراقِبُها عيني انتباهاً وخِلسَةً
وفي القلبِ ما يُملي عليَّ حِوارَها
.
أمِن نَجْد؟ لم تَنبِسْ.. ولكنْ كأنّها
ببسمتها قالتْ: فديتُ اصفرارَها!
.
فأومأتُ أنْ: أهلاً وسهلاً ومرحباً
بمن أظهَرَتْ منها العيونُ ديَارَها
.
قتيلُكِ حِمصيُّ الولادةِ والهوى
ولمَّا يَزلْ للخالديةِ.. جارَها
.
أعيشُ على الآمالِ والشوقِ والأسى
وفي أضلُعي الأحلامُ توقدُ نارَها!
.
أنشربُ شيئاً؟ ثَمَّ مقهىً قريبةٌ..
وأشَّرْتُ أنْ سِيري، خشيتُ اعتذَارَها!
.
غريبَينِ كنّا في بلادٍ غريبَةٍ
نُطاردُ دُنيا لا نُطيقُ انتظارَها
.
بأعيُننا خوفُ الحياةِ وأمنُها!
وطيفُ بلادٍ قد شَهِدنا احتضَارَها!
.
أيا جارةَ المنفى سَئمنا حياتنا
وقد تَسأمُ الأمُّ العجوزُ صِغارَها..
.
لكم أظهرتْ نَفسٌ رضاها بدمعَةٍ
وخارت نفوسٌ وهْيَ تُبدي انتصَارَها!
.
على رسلكِ المقهى هنا.. فتفضّلي
سأسقيكِ "موكا" تُدمنينَ مَرارَها!
.
فقالت كلاماً لستُ مُقتنعاً بهِ
وبالرغمِ من هذا كرهتُ اختصارَها!
.
أفيضي علينا بالحديثِ وأكثري
وردّي على الروحِ اليبابِ اخضرارَها
.
فلو لم يقل ربّي "وما هُمْ" سألتُهُ
تحمُّلَ أوزارٍ حَمَلتِ.. ونَارَها!
.
أنا يا ابنةَ الأعرابِ لستُ بعابرٍ
لأبقى ثلاثاً فيكِ أرجو اندثَارَها
.
أنا ضيفُ هذا الوجهِ، أنتظرُ القِرى
حياةً حياةً.. ليلَها ونَهَارَها
.
صديقينِ صرنا بعدَ فِنجانِ قهوةٍ
فعن روحكِ البيضاء ألقي خِمارَها
.
وهدّي جدارَ الخوفِ بينَ عيوننا
كما قبلَنا برلينُ هَدّتْ جدَارَها
.
بقينا جلوساً نحو عشر دقائقٍ
سلبتُ بها منها.. عليَّ اقتدارَها
.
إلى أن أتى ما قد نسينا انتظَارَهُ
قِطارٌ لعينٌ رَدَّ عَنها وَقارَها
.
نظرتُ لها حينَ استدارتْ وودّعَتْ
وقلتُ وقد مالتْ وهزّتْ سِوارَها
.
فديتُكِ من أُنثى تُذلُّ ببَيْنِها
عزيزاً، وإن فَرّتْ إليهِ.. أجارَها!
.
#حذيفة_العرجي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قلت :
#شمس_تموز#
"حُذيفةُ" قد حرّكْتَ في الرّوح تارَها
وكنتُ بإخلادي لأرجو وقارَها
صموت؛ بقايا الرّوحِ تطلبُ هدأةً
ولكنّها تُقري وتشعلُ نارها
وليس غرورا في قصيدي وإنّما
أنا شمسُ تموزٍ أزاحت خمارها
تعاقب ليلٌ في ضلوعي وليلةٌ
أدورُ بإيّام أضاعتْ نهارها
فيرحلُ قلبي في هيامٍ وحرقةٍ
للؤلؤةٍ والرّوحُ كانت محارَها
يجوب ديارًا في خريطةِ عشقِهِ
ويطرقُ أبوابًا تُعرّي ديارَها
تنوء بسرٍّ عن نحيب نوافذٍ
كأنَّ لها لطْمًا أذاب حجارَها
تلامُ وقد كان السّلامُ وراءها
يردّ لألحانِ الحياةِ قرارَها؟
توارتْ عصافيرٌ وأخلت نوافذًا
لأنَّ رياحَ الحقدِ كَبَّتْ جِرارَها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق