الثلاثاء، 21 يوليو 2020

ابو محمد الجبوري ... ليتك ماكنت

ليتكِ ما كنتِ ! 
(قصيدة بمقدمة ومقطعين)

المقدمة 
حوراءُ طفحت الأمواج 
زبداً في مقلتيها
فتمرّدت شططاً
على محيط جفنيها
آصَرَت على المدى
ريحاً صفراء 
فهفا لها الإعصارُ
وآزرها الرياء
****
المقطع الأول 
قالت يا شاعر الزمان 
لا ، لن أضحك بعد الآن
لن أرسم بين شفتيّ
لونَ التفاحةِ للطائرِ الولهان 
قلت ، لكني كلما ذكرتك 
أحسّ طيفكِ يجول
بين الرياض والجنانِ
روحك غدت كغِلالةٍ خضراء 
تضوّعتْ فيها العطور 
(كأنما تُسقى مشاربها
من الريحانِ) 
إليك القلب يشدّ الرحال
فلا كان إذا عنْ سواكٍ
شدّ الأوتار وعزَفَ الألحان
***
المقطع الثاني 
تدورين في الزمان 
وترشفين من صحوك 
نشوة حزني
تتلذذين بأقتحام أشباحك
المتبرجة بأوجاعي ذاكرة النسيان 
سأكتب الأغاني لمن
يستحقها جدولاً من زهورٍ 
تفوح بعطرٍ هريق الحنان 
وأمضى تتبعني النوارس 
موسيقى تستل مواجع الأحزان 
صوراً متتالية بلون الفراق 
وعصف الزمان 
أتوسّد ذاكرتي ، 
أكتب في مذكرتي : 
لم يكن بيننا غير صوتك
والريح وحروف صقيلة 
فاضت بليلٍ مُسهّدٍ أسيان
كنتِ حلماً يرفّ 
بكلّ لونٍ زهرةً من جِنان 
كنت ذكرى تتمرغين بالحب
فواحاً بين مسارب الأجفان 
كنت أُنساً وسَكينةً وبرَّ أمان 
كنتِ ..... وليتكِ ما كنتِ
موجاً أراد أن يتقاذفني
بلا شطآن 

عبد الوهاب الجبوري 
العراق في 2020/7/21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق