عشقنا
--------------
الحسن عباس مسعود
--------------
عـشقنا ومـا تـدري الـقلوب انفطارها
وذبــنــا بـمـهْـجاتٍ تــَـوَدُّ انـصـهـارها
نـمَـتْ تُـبـهِجُ الـوجـدانَ يـومـاً مـحبةٌ
كـــأنَّ لـجـيـناً قـــد أحـــاطَ نُـضَـارها
وسل عن هوانا حُرقة البين والجوى
لـروضـتـه نـسـعى ونـرجـو جـوارهـا
ولـمـا عـيـون الـلـيل أرخـت رمـوشها
ونـامت كـأنَّ الـشمسَ أخـفت أوارها
وظـلت شـفاه الـبدر تـحكي لـدوحها
حـكـايا عـن الـعشّاق تـُجْلي انـبهارها
وتـفـتح مــن صَـفـْحِ الـسـماء وريْـقةً
عـلـيـها لــيـالٍ لــيـس تــدري نـهـارها
وكـنتُ عـلى سـهوٍ مـن النجم ساهرا
أنــاجـي زمــانـا ربــمـا كـــان زارهـــا
سـمـعنا عـلـى الآفــاق آهــات عـاشق
فـألـقت نـجـوم فــي الـسـماء إزارهـا
تـقلَّبتُ بـين الـسحْب أنـظرُ مـا الـذي
يـعـانيه مــن شــوق فـأبدت جـهارها
ولـما عـرفت الـصبَّ من شهقة النوى
فـسـالت دمـوعُ الـعينِ تُـلقي غِـزارها
و رتَّبتُ أيـامي عـلى الـعشق والهوى
ووجـَّهـتُ نـحـو الـحبِّ فـيَّ مـسارها
فـفـي رؤيــة الـمـختار روح لـروحـنا
كــأنـَّـا بــبـيـدٍ كــــمْ نــريــدُ قــرارهـا
وراودت هـــذا الـنـوم بـالـجفن عـلـَّه
يـطـالع فــي حُـلـمي ثـراهـا ودارهـا
ريــاح الـنـوى كـانت بـنومٍ تـغطُّ فـي
ســبـاتٍ فـمـن بـالـسهو فـيـنا أثـارها؟
وهل تذكر الأجفان وصلا على الهوى
بــدا فـي نـجـوم الـليل حـين أنـارها؟
وكـنـا بـهذا الـرحل بـردا عـلى الـمنى
وبـعـدُك أزكــي فــي الـهـجير أوارهـا
ســـلام عـلـيك الآن مــن كــل بـرهـة
دأبــنـا نـواسـيـها ونـزكـي انـتـظارها
فـيـا روضــة الـهـادي جـرعنا حـنيننا
ويــا جـنة فـي الأرض تـؤتي ثـمارها
ومـمـا يراه الـليل فـي شوقـنا انـزوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق