قال الشّاعر / أبو الطَّيب المتنبي
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدروا ___ألاَّ تفارقهم فالرَّاخلونَ همُ
معارضة بعنوان :
حنينٌ وفراق ______________________البحر : البسيط
لا كانَ يومٌ رأيتٌ المشفقينَ رموا ___ في قلبِ حِبٍّ بنيرانٍ ستلتهمُ
حُبٌّ تشظَّى بأوطارٍ ... مُعلَّقةٍ ___ ما كانَ فيها أمانٌ طالهُ النَّهِمُ
والتَّركُ أولى بمحبوبٍ رأى أملاً ___ قد غابَ عن قلبِ مَن بانوا وقدعلموا
أنَّ انتظاراً بصبرٍ كانَ يُشغِلُهُ ___عن كُلِّ لهوٍ بدا ممَّن لهُ قدِموا
قد كانَ إخلاصُهُ لا يبتغي بدلاً ___عن صُحبةٍ عبرتْ والجسرُ ينهدمُ .................
يا من تفارقنا مِن غيرِ مسألةٍ ___ إنَّ الفراقَ لمؤذٍ والنَّوى عدمُ
كانت مجالسنا تحظى بمن سلموا ___من كُلِّ عيبٍ وبالأقرانِ تلتئمُ
بانت قلوبٌ من الأحبابِ قد رويت ___ فأنبتت أملاً لا هانَ مَن حلموا
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الشَّوقَ يخدعني ___ حتَّى رأيتُ عيوناً ملؤها السَّأمُ
وباتَ وصلٌ معَ الأيَّامِ مُنقطعاً ___ ذاكَ الحنينُ بقلبِ الحُبِّ ينهزمُ
................
ماتت مشاعرُ حُبٍّ كنتُ أحسبها ___ خُلداً فما لخلودٍ باتَ ينصرمُ ؟!
حلَّت شجونٌ وفاضَ الوجدُ من أسفٍ ___ على زمانٍ ألفناهُ ولا ندمُ
لاشيءَ يبقى وحالٌ قد نغيِّرُهُ ___ مثلُ الملابسِ من بردٍ سنلتزمُ
يبقى الحنينُ لأيَّامٍ حلت وخلت ___ ذكرى تؤرِّقُ مَن بالأصلِ يلتحمُ
صلَّى الألهُ على المحبوبِ في صحبٍ___يُفدى بآلٍ وأحبابٍ ومن كَرُموا
..................
الأحد 21 ذو القعدة 1441 ه
12 يوليو 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق