الثلاثاء، 14 يوليو 2020

سعود ابو معيلش ( ارجعني إلي وطني)

ارجعني إلى وطني

يا ناظراً بعد النَّوى بَدَنـــــي
إني به كالخيطِ لو تـــــــَرَنِي

وَلَرُبْعُ قَرْنٍ في الفراق    مَضَتْ
في عركةِِ التعليمِ   والمِهَــــنِ

يأتي الخِطابُ وﻻ  أمزِّقـــُهُ
فَهُوَ الذي بالشَوق  مَزِّقُنــي

إني قَدِمتُ الدَّار    مُبْتَهِــجاً
والفقرُ مثل الغول  يطردني

والقَلبُ في  الهجرانِ  منفَطِرٌ
والرُّوحُ قد غُصّتَّ من الحَزنِ

أُخفي الأَسى والنارُ في كَبدي
لكنَّ دمعُ العَيْنِ يفضَحُنـــــي

ولَّـــى الصِّبا من قبلِ  مَوعِدِهِ
والشَّيبُ غازي الرأسَ يُنذِرَنـي

يا صــــاحِ إنَّ العُمر َ مُنصَرِمٌ
والشوق قد أزرى معَ   الزَّمِنِ

والصَّدرُ فيهِ الوَجْدُ   مُضطَرِمٌ
كالجمر في الأحشاء  يحرقني

والهجرُ بَحرٌ لا حدودَ لـــــهُ
والبحرُ أمسى    هائجَ الفِتــَنِ

والرِّيح قد هَبَّت لتَعصِفَنــــي
هبَّاتها دوما من المِـحَــــــنِ

والنوم سالي الطَّرْفَ من   أمَدٍ
  ويزولُ عند الجفنِ بالوسَـنِ

يا عاذلي في الهجرِ    معذِرَةً
يكفيكَ   إنَّ العذْلَ   يقتُلُنــي

إني هجرتُ الدار    من أمــَدٍ
كُنْتُ الفَتى والفَقْرُ    أرهَقَني

والناسُ زادت حرقتي  وَجَعاً
حتى على    اﻵﻻم   تَحسدُني

يا صاحبي فَتَّ النَّوى كَبِدي
والبعد للأحبــابِ أرَّقنــي

يبقى الغريبُ بعيشه  تَعِساً
ولئن تراهُ بِمظهَرٍ حَســـنِ

إن سُرَّ يوماً جاءَ  يَغْمــُرُهُ
ثَوبٌ من اﻷتراحِ والحَـزَنِ

إن مِتُّ أرجِعني إلى  وَطَني
واسأل أخي بالماءِ يَغْسِلني

وتريَّثوا هوناً على جََدَثـي
لأُخيَّتي السَّمراء    تَنْدُبني

أوصيتُ أبياتاً لتكُتُبـــــها
في الَّلحدِ نَقْشاً أو على كَفَني

يا هاجِرَ الأوطانَ في عجلٍ
 تمشيْ على بَرٍّ وفي   سُفُنِ

إن كُنتَ بالأسفارِ مُبتَهـجـاً
فَسَتبْكِ يوماً ما على الوَطَنِ

تعطي الشّبابَ الهجرَ  يأْكُلُه
  لتعيش في وَهَنٍ عَلى وَهَنِ

وتعودَ بعْدَ الشَّيبِ في  نَدَمٍ
تَبكي على الأحبابِ والسُّكَنِ

يا ساكنَ اﻷوطانِ عِشْ مَرِحاً
كالطَّْيْرِ من فَنَنٍ إلى  فَنَـــنِ
#شعرسعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق